أظلم شرقُ الدنيا ومغربها
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أظلم شرقُ الدنيا ومغربها | لما توارى في الترب كوكُبها |
وكادت السبعة الطباق معاً | تطوى وكاد الفناء يعقبها |
والأرض في أهلها قد اضطربت | وأوشك الإضطرابُ يقلبها |
والناس في حَيرة ٍ بأجمعها | لم تدرِ في الأرض أين مذهبها |
أوهت صفاة الإسلام حادثة | حقَّ لكل الأنام تندبها |
قد قصمت عروة التقى وعلى | أفق سما الدين مُدَّ غيهبها |
فغودرت جاهلية ٌ ومن الـ | ـرشاد لا مرشدٌ يقرّبها |
قد عاد أهل الإلحاد ينتهز الفر | صة منهم من كان يرقبها |
وراح راعى الضلال ممترياً | ضرعَ لبون الفساد يحلبها |
اليوم قضبُ الحمام طبّق في | مفاصل المكرمات مقضبها |
جذَّ بها كفُّها وجبَّ به | سنامُها بل وفلَّ مضربها |
اليوم أودى محمدٌ حسنُ الـ | أفعال أزكى الأنام أطيبها |
إن ناح حزناً عليه مشرقها | جاد به بالنياح مغربها |
أرفعُ كل الورى مقامَ عُلى ً | معظمٌ للثناء أكسبها |
أسمحُها راحة وأحسنها | خَلقاً للمدح أجلبها |
أبلغُها في المقال، أعلمها | أطيبُ منها فرعاً وأنجبها |
أربطُ منها جاشاً وأوقرُها | حوّلها في الخطوب قلّبها |
قد ضل إلا إليه وافدُها | وضاق إلا عليه مطلبها |
إن شمل العالم العقوقُ معاً | أو كاد جهل الأنام يغلبها |
فذاك في حلمه يدبّرُه | وذي بأخلاقه يؤدّبها |
لنفسه ما يزال في طلب الرا | حة يومَ المعاد يتعبها |
في طاعة الله كان يجهدُها | وفي رضاء الإله يغضبها |
من مرديات الهوى ينزهُها | وعن دنايا الأمور يحجبها |
مرتبة ٌ زاحم النجومَ على الـ | أفُق لفرط العلوِ منكبها |
فهمٌ على المشكلات يطلعُه | ليس عليه يخفى مغيّبها |
لو قارعته الخطوبُ مجهدة ً | لهان منها عليه أصعبها |
وإن عرا الخلقَ حادثٌ جللٌ | فالناس طراً إليه مهربا |
فيا لها من رزيَّة عظمت | أهونها قاتلٌ وأصعبها |
صبراً جميلاً على غروب ذكاً | كان بخير الجنان مغربها |
وأنَّ قبراً قد حلَّه حسنٌ | أزكى أراضي الدنيا وأطيبها |
لقبره استقى سحاب حياً | والسحب من راحتيه صيّبها |