نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
نفسي بحبل ولاء أحمد أمسكتْ | مذ أحكمتْ بنياط قلبي عقدَه |
أنّى وفرضُ مودتي هي فيهمُ | أجر الرسالة لستُ أنسى عهده |
بل لم تزلْ كبدي تروِّح وجدَها | بنسيم ذكراه فتلقي برده |
ماذا أقول على البعاد محرراً | من نعت شوقٍ فيه أشكو بعده |
وجميع أقلامي يكلُّ لسانها | أنبأءُ فضلٍ هنَّ أوحى آيها |
لكنْ إذا سأل الحبيب فؤاده | علمَ الذي عندي بما هو عنده |
هو ذاك غرة ُ جبهة الحسب الذي | لفخاره السامي أعدَّ معدَّه |
من طينة الشرف التي من محضها | بارى الأنام برى أباه وجدَّه |
من معدن الكرم الإلهيّ الذي | لا خلقَ إلا وهو يشكو رفده |
من بيت مختلف الملائكة الذي | للحق يهدي من تطلَّب رشده |
من منبع الحكم الذي يرد النهى | منه ويصدر وهو يحمدُ ورده |
من عترة الوحى الذين سما بهم | حسبٌ له التنزيلُ يرفع مجده |
ممن بعطف علاهُم متضوّعٌ | أرجُ الإمامة مهدياً لك ندَّه |
ممن على اُولي الزمان نداهم | غمروا به حرَّ الزمان وعبده |
في كل عصرٍ منهم ابنُ نبوَّة ٍ | جمع الإلهُ به المحاسنَ وحده |
فردٌ يسدُّ مسدَّ أرباب النهى | وجميعها ليستْ تسدُّ مسدَّه |
واليوم هذا أحمدٌ في فضله | فاضربْ بذهنك أين تلقى ندَّه؟ |
جاءت رسالته إليَّ فقلتُ "ما | كذب الفؤادُ بما رأى » لي ودَّه |
ونظرتُ في معراج رحلته التي | قد نال «بالإسراء» فيها قصده |
إذ سار مقتعداً «براق» عزيمة | قد قرَّبت من كل أفقٍ بعده |
وأرتْه من آياته ما لا يَرى ابـ | ـنُ مفازة ٍ لو كان أعملَ جهده |
فأتى يقصُّ محاسنَ القصص التي | قد أبطلتْ هزل الكلام وجدَّه |
من غيب أسرار البلاغة عنده | |
أبغي الخطابَ له بوصفٍ جامعٍ | لهباتِه فيه أخاطب مجده |
وأعود عما ابتغى متحيراً | ماذا أقول: ولست أملك وجده |
إذ عندي "القاموس" بعض هباته | فمتى سوى القاموس يشملُ رفده |
وله لدى َّ صنيعة ٌ من معدن الـ | ـجود الذي فرض المهيمنُ حمده |
بيضاء صافية الحديدة قد حكتْ | بصفاء جوهرها لعيني ودَّه |
وكأَنَّ رونق ذلك الحسب الذي | ينهى إليه بها أشاعَ فرنده |
مشحوذة ً كلسانه فكأنه | فيها مكان الحدِّ رُكّب حده |
تروي حديث القطع عن ذي رونقٍ | فيه النبيُّ أبوه أتحف جدَّه |
ما قطَّ رأس يراعة ٍ فيها فتى ً | إلا تذكّر ذا الفقار وقدَّه |