يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يا أصدقَ الناس وأوفى مَن وَعد | ما أنتَ من أعطى الجميلَ واسترد |
أبِعد بها طارية ً بذكرها | يُخزى أخو المجدِ إذا النادي انعقد |
وخطّة ً شنعاءَ لا يركبُها | إلاّ الذي في عود علياهُ أود |
وسُبَّة َ تَثلِم مِن مجدِ الفتى | ثلمة َ نقص ضلَّ مَن قال: تُسَد |
لم يرضَها إلاّ الوضيعُ همّة ً | أو مَن على أخلاقِه الذمُّ حشد |
لا مَن سما لمّا سما لا مفرداً | بل هو والحمدُ على النجمِ صَعد |
يا جامعاً بالمنعِ شملَ وفرِه | لا ترمِ شملَ المكرُماتِ بالبَدد |
مجدٌ أبوكَ بالسماحِ شادَه | حاشاكَ أن تهدِمَ منه ما وَطد |
ذاكَ الذي كانت سمات فخره | في جبهة ِ الدهرِ سناها يتّقد |
يمدُّ كفًّا نشأت من رحمة ٍ | في الله تُعطي ولها منه المَدد |
لو أنَّ فيها كان رملُ «عالج» | يُنفقُ ما أنفقَ منهُ لَنَفد |
حتى مضى تلفُّه مطارفٌ | من الثنا، تَبقى على الدهرُ جُدد |
فقمتَ أنت بعدَه مقامَه | فقيل: هذا الشبلُ من ذاك الأسد |
لا مثلَ من مجدُ أبيه بعده | أضاعهُ، فقيل: بئس ما وَلَد |
كنتَ لعمري ديمة ً، وإنما | ذاب زماناً عُرفُها ثم جمد |
ولجة ً بالأمس عادت وَشَلاً | واردُها اليومَ تمنّى لا ورَد |
كم قلتَ -لستُ حالفاً مورّياً | بأنَّ هذا جُهدُ ما عندي وجد |
ثمَّ شفعتَ الوعدَ في إيصاله | مُكرِّراً: لم لا عليَّ تَعتمد؟ |
ولم أخَل أنَّ السرابَ صادقٌ | حتى غدا وعدُك منه يَستمِد |
نعم صَددتَ إذ بَخِلتَ مُوهِماً | فابخل أبا الهادي وسمِّ البخلَ صد |
فيا فداءً لك مَن كان له | وجهٌ من الصخرِ وعرضٌ من سرد |
تذكر كم فيك القوافي فاخَرت | من سجد الناسُ له حتى سَجد |
فكيف تُقذي عينَها بجفوة ٍ | مِن أجلها طرفُ المعالي قد رَمد |
إن يغرِك الحاسدُ فيها فلقد | أغراك في مجدِك من فرط الحسد |
أبعدَ ما مدَّ الثنا طِرافَه | عليك حتّى قيل: بالحمد انفرد |
عنك كما الحاسدُ فيك يشتهي | يصبحُ في كفيك منزوعَ العَمد |
فقُل لمن يرغبُ عن كسبِ الثنا: | مَن فَقدَ المدحَ ترى ماذا وجد؟ |
أَهونِ بمنشورٍ دفينٍ ذكرُه | فذاك مفقودٌ وإن لم يُفتَقد |
صابتكَ مِن بَوارقي مُرِشَّة ٌ | من عَتبٍ شُؤبُوبُها لا من بَرد |
في عدة ٍ نومُك عن إنجازها | غيظاً له قامَ القريضُ وقَعد |
ترقدُ عنها والقريضُ حالفٌ | بمجدكِ الشامخِ عنها ما رقَد |
ما الخُلفُ في الوعدِ اكتساب شَرفٍ | وليس في منع الندى فخرُ الأبد |
تلك اليدُ البيضاءُ بعد بسطها | عن السماحِ كفُّها كيف انعقد؟ |
وذلك الوجهُ الكريمُ ما لَهُ | مِن بعد ما ماءُ الحيا فيه أطرد |
أسفرَ بين الناسِ لا يخجلُه | خلفُ المواعيدِ ولا منعُ الصفَد |
فعُد كما كنت، وإلاّ انبعثَت | تترى إليك النافثاتُ في العقد |
من اللواتي إن أصاب سهمهُا | عِرضَ لئيمٍ طُلَّ من غير قَود |
وهي على عِرضِ الكريمِ نثرة ٌ | ما النثرة ُ الحصداءُ منها بأرَّد |
تبدو فإمَّا هي في جيدِ الفتى | طوقٌ وإما هي حبلٌ من مَسد |
فعِش كما تهوى العلى مُمَّدحاً | لا خيرَ في ميتِ العُلى حيِّ الجسد |