إحدى الغواني إلى الزوراءِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إحدى الغواني إلى الزوراءِ | جاءتكَ تمشي على استحياءِ |
جميلة ٌ من بناتِ الفكر | مكنونة ٌ في حِجاب الصدر |
حيَّتك تبدي جميلَ العذر | فحيّ منها أَلوفَ الخدر |
يا ساكناً مثلَها أحشائي | |
سيَّرتُها في سماء الحمدِ | زهرة َ مدحٍ لبدر السعدِ |
لمن أياديه جلّت عندي | قد خفَّفت في ثقيلِ الرفدِ |
عن كاهلي منّة َ الأنواء | |
معشوقة ً أقبلت للوصل | لسانُها ناطقٌ بالفصل |
تغنيك عن غيرها بالنقل | غناءَ كفّيك لي بالمحل |
حتى عن الديمة ِ الوطفاء | |
كم رقَّ ديباجُ نظمي وشيا | وراقَ صوغي القوافى حُليا |
كجوهرٍ زان نحر العليا | ذاك الذي لم تلد في الدنيا |
نظيرَه من بني حواءِ | |
ذو طلعة ٍ وهي أمُّ البشر | من شامَها قال بنتُ البدر |
وراحة ٍ وهي أختُ البحر | كم قلَّدت للورى من نحر |
بجوهر الرفدِ والنعماءِ | |
سماؤها لم تزل مُنهلّة َ | بها رياضُ المُنى مخضلَّه |
وغيرُها ليس يشفي غُلّة | عن الندى لم تزل معتلَّه |
بالبخلِ لا فارقت من داءِ | |
محمَّدُ الطيبُ الأخلاقِ | الحسنُ الماجدُ الأعراقِ |
تباركت قدرة ُ الخلاّق | إذ أطلعت منكَ للأشراقِ |
للأرض شمسَ السما للرائي | |
سبحانه ناشراً إحسانا | في حسنٍ طاوياً سحبانا |
أنسى أخاها به ذبيانا | نسيانَه لي لأمرٍ كانا |
حداه عني على الأعضاءِ | |
يا هل ترى مخلفاً للوعد | من لم يجد غيرَ بذلِ الجهد |
إن كنتُ أبطأتُ عما عندي | فأنت يا مسرعاً بالصدّ |
أعجلُ بالعتب من أبطائي | |
لا تشمتَن هجرنا بالوصل | ولا تسمّ عقدنا بالحلّ |
فمثلُك اليوم خلاًّ مَن لي | ومَن لك اليوم خِلاًّ مثلي |
ونحن كالماءِ والصهباءِ | |
أنت على النفس منها أغلا | وأنت في العين مِنها أحلى |
وأنت أولى بقلبي كلاّ | ذاك الهوى لا تخله ملاّ |
فمال عنهُ إلى الأهواءِ | |
لسانُكم للمقالِ الفصلِ | وكفُّكم للندى والبذلِ |
فما لكم في الورى من مثلِ | هيهات مثلاً لروح الفضلِ |
ما ظلّلت قُبّة ُ الخضراءِ |