عاد للصب شجوه واكتئابه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عَادَ للصّبّ شَجْوُهُ وَاكْتِئَابُهْ، | بِبِعَادِ الذي يُرَادُ اقْتِرَابُهْ |
رَشَأٌ، ما دَنَتْ بهِ الدّارُ إلاّ | رَجَعَ البُعْدَ صَدُّهُ، وَاجْتِنَابُهْ |
كَمْ غَرَامٍ لَنَا، بألحَاظِ عَيْنَيْـ | ـهِ، شَهِيٍّ إلى النّفُوسِ عَذابُهْ |
وَسُرُورٍ بِمَشْهَدٍ مِنْهُ وَالتّفّا | حُ خَدّاهُ، وَالمُدامُ رُضَابُهْ |
كِدْنَ يَنْهَبْنَهُ العُيُونَ سِرَاعاً | فيهِ، لوْ أمكَنَ العُيونَ انْتِهابُهْ |
هُبِلَ الغانِيَاتُ، كَمْ يَتَقاضَى | دَيْنَهُ مُعْلَقُ الفُؤادِ، مُصَابُهْ |
كانَ خُلفاً ما قَد وَعَدْنَ، وَإن طا | لَ بذي الوَجدِ مَكثُهُ وَارْتقابُهْ |
قُلْنَ أينَ الشّبابُ في عُقبِ فَوْتٍ، | منه قَوْلاً أعْيَا عَليّ جَوَابُهْ |
وَيَمُوتُ الفَتَى، وَإنْ كانَ حَيّاً، | حينَ يَستَكمِلُ النّفادَ شَبَابُهْ |
مَا نُبَالي يَدُ الوَزيِرِ اسْتَهَلّتْ، | أمْ رَأيتَ العَقيقَ سَالَتْ شِعابُهْ |
وَسَوَاءٌ مُقَاوِمُ الحِلْمِ مِنْهُ، | وَرِعَانُ الرّيّانِ أرْسَتْ هِضَابُهْ |
قَائِدُ الخَيلِ، مستقل عَلَيها | أسَلُ الخَطّ في الحَديدِ، وَغَابُهْ |
وَوَليُّ التّدْبيرِ، لَيسَ ببِدْعٍ | عَجَبٍ أنْ يُبِرّ فيهِ صَوَابُهْ |
بَينَ حَقٍّ يَنُوبُهُ يَصرِفُ الرّغْـ | ـبَ إلَيهِ، أوْ مُعتَفٍ يَنْتَابُهْ |
ظَلّ إدْمَانُهُ التّطَوّلَ يُعْليـ | ـهِ، وَقَوْمٌ يَحُطُّهُمْ إغْبَابُهْ |
مُبتَدئ الفِعلِ، إنْ تَباينَتِ الأفْـ | ـعَالُ بَانَ اقترابه، وَاغْتِرَابُهْ |
وَالمَوَاعيدُ يَنْدَفِعنَ عَلى عَا | جِلِ نُجحٍ، وَشيكَةٍ أسْبَابُهْ |
مِثلَ ما اهتَزّتِ العَبورُ فلَمْ يَكْـ | ـدِ نَشاصُ السّحابِ، ثمّ رَبَابُهْ |
في نِظامٍ منَ المَحاسنِ، ما زَا | لَتْ تُضَاهي أخْلاقَهُ آدابُهْ |
وَتَلالي وَجْهٍ، إذا لاحَ للطّا | لِبِ أمْسَى مَبلُوغَةً آرَابُهْ |
سَوْمُ بَدْرِ السّماءِ وَفّتْ سَنَاهُ | فُرْجَةُ الغَيمِ، دونَهُ، وَانجيابُهْ |
وَمَهيبٌ عِندَ المُنَاجينَ، لَوْلا | كرَمُ الأنسِ كانَ هوْلاً خِطابُهْ |
لا يَزَلْ يُفتَدَى بأنْفُسِ قَوْمٍ، | نَقِيَتْ، مِنْ عُيوبهمْ، أثوَابُهْ |
عَجَباً منهُ ما انطَوَى سَيبُهُ عَنّا | بعَوْقٍ، إذا طَوَاهُ حِجَابُهْ |
لمْ يَكُنْ نَيْلُهُ الجَزِيلُ وَقَدْ رُمـ | ـنَاهُ صَعباً، فكَيفَ يَصْعُبُ بابُهْ |
خابَ مَن غابَ عن طَلاقةِ وَجْهٍ | ضَوّأ الحَادِثَ المُضِبَّ شِهَابُهْ |
ما رَأيتُ السّلطانَ مَيّلَ في أنّكَ | ظُفرُ السّلطانِ أغْنَتْ وَنَابُهْ |
أتُرَاكَ الغَداةَ مُطْلِقَ رِبْقي، | مُؤذِنٌ بالرّحيلِ زُمّتْ رِكَابُهْ |
صَادِرٌ عَنْ نَدَى يَدٍ مِنْكَ لا يُنْـ | ـصِفُها البَحرُ ومَوْجُةُ، وَعُبَابُهْ |
حاجَةٌ لوْ أمَرْتَ فيها بِنُجْحٍ، | قَرّبَ النّازِحَ البَعيدَ مَآبُهْ |
لَيسَ يَحلُو وُجودُكَ الشّيْءَ تَبغيـ | ـهِ التِماساً، حتّى يَعِزّ طِلابُهْ |