يا ابنة العامري عما قليل
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا ابنَةَ العامرِيّ عَمّا قَليلِ | يأذَنُ الحَيُّ، فاعلَمي، بالرّحيلِ |
قد سَمعتُ الغُرَابَ يَُوعَد بَيناً، | وَانْصِرَاماً لحَبلِكِ المَوْصُولِ |
كَيفَ لي بالسّلُوّ لا كيفَ، وَالبَيْـ | ـنُ غَداً نازِلٌ بخَطْبٍ جَليلِ |
إنّ يَوْمَ النّوَى لَيَوْمٌ طَوِيلٌ، | لَيسَ يَفنى، وَيوْمُ حزْنٍ طوِيلِ |
يا هِلالاً أوْفَى بأعْلى قَضِيبٍ، | وَقَضِيباً عَلى كَثيبٍ مَهيلِ |
ما شِفَاءُ المُتَيَّمِ الصّبّ، إلاّ | شَرْبَةٌ مِن رُضَابكَ السّلسَبيلِ |
لا تَقِفْ بي على الدّيارِ، فإنّي | لَسْتُ مِنْ أرْبُعٍ وَرَسْمٍ مُحيلِ |
في بُكَاءٍ عَلى الأحِبّةِ شُغْلٌ | لأخي الحبّ، عَن بكاءِ الطّلولِ |
وَتَداني الدّارَينِ أحْسَنُ لوْ كا | نَ إلى رَدّ ظاعِنٍ مِنْ سَبيلِ |
قَد لَعَمرِي أضْحى الزّمانُ حميداً | بابنِ طَوْقٍ، مُحَمّدِ المَأمولِ |
بكَرِيمٍ يَستَغرِقُ الحَمدَ وَالمَجْـ | ـدَ بمَعرُوفِهِ العَرِيضِ، الطّوِيلِ |
للنّدى عاشقٍ، وَبالمَجْدِ صَبٍّ | مُستَهَامٍ، وَللسّماحِ خَليلِ |
وبَخِيلٍ بالعِرْض تصْدُرُ مِنْهُ | جُمَلُ النَّيْلِ عَنْ جَوَادٍ بَخِيلِ |
وَأرِيبٍ، إذا الأرِيبُ تَصَدَّا | مِنْهُ فَهْمٌ، غَدا بفَهْمٍ صَقيلِ |
مَلِكٌ شاكلتْ شَمائلُه الرّوْضَ الـ | ـمُخَلّى جارَ السّحابِ المَخيلِ |
وَهلِ المَجدُ، إنْ تفَكّرْتَ فيهِ، | غَيرُ رَبْعٍ مِنْ فَعْلِهِ مأهولِ |
إبْقَ وَقْفاً عَلى العُلا يا أبَا أيّو | بَ في ظِلّهَا عَلَيْكَ الظّليلِ |
وَصَلَ الجُودُ رَاحَتَيْكَ بإفْرَا | طِ نَدًى خارِجٍ عنِ المَعقُولِ |
وَكَأنّ الخُطُوبَ تَنشَقُّ من رَأ | يكَ عن صَدرِ أبْيَضٍ مَصْقولِ |
أجزَلَتْ كَفُّكَ العَطَاياَ لعافِيـ | ـكَ، فَكَافَالاَ بالثّنَاءِ الجَزِيلِ |
جُدْ بِما شئتَ، أنتَ أوْفَرُ حَظّاً | مِنْ مُرَجّي نَوَالِكَ المَبذولِ |
فكَثيرُ العَطَاء غَيرُ كَثِيرٍ؛ | وَقَليلُ الثّنَاءِ غَيرُ قَليلِ |