أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أناعي قتلى الطف لازلت ناعياً | تهيج على طول الليالي البواكيا |
اعد ذكرهم في كربلا إن ذكرهم | طوى جزعاً طيَّ السجلِ فؤاديا |
ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها | بعدِّ رزايا تتركُ الدمعَ داميا |
ستنسى الكرى عين كأن جفونها | حلفن بمن تنعاهُ أن لا تلاقيا |
وتعطى الدموعَ المستهلاتِ حقَّها | محاجرُ تبكي بالغوادي غواديا |
وأعضاءُ مجدٍ ما توزّعت الضُّبا | بتوزيعها غلا الندى والمعاليا |
لئن فرقتهاىل حرب فلم تكن | لتجمع حتى الحشر إلا المخازيا |
ومما يزيل القلب عن مستقره | ويترك زندَ الغيظِ في الصدر واريا |
وقوفُ بنات الوحي عند طليقِها | بحال بها يشجين حتى الأعاديا |
لقد ألزمت كف البتول فؤادها | خطوبٌ يطيح القلب منهنَّ واهيا |
وغودر منها ذلك الضلعُ لوعة ً | على الجمر من هذي الرزيّة حانيا |
أبا حسنٍ حربٌ تقاضتك دينَها | إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا |
مضوا عَطرِي الأبرادِ يأرجُ ذكرهم | عبيراً تهاداه الليالي غواليا |
غداة َ ابنُ أمّ الموت أجرى فِرنده | بعزمهم ثم انتضاهم مواضيا |
واسرى بهم نحو العراق مباهيا | بأوجههم ثم الظلام الدراريا |
تناذرتِ الأعداءُ منة ابن غابة ٍ | على نشزات الغيل أصحر طاويا |
تساوره افعى من الهم لم يجد | لسورتها شيئاً سوى السيفِ راقيا |
وأظمأه شوق غلى العز لم يزل | لِورد حياضِ الموتِ بالصِيد حاديا |
فصمَّم لا مُستعدياً غيرَ همّة ٍ | تفلّ له العضبَ الجرازَ اليمانيا |
وأقدَم لا مُستسقياً غيرَ عزمة ٍ | تعيد غِرارَ السيف بالدمّ راويا |
بيوم صبغنَ البيضُ ثوبَ نهاره | على لابسي هيجاه أحمر قانيا |
ترقت به عن خطة الضيم هاشم | وقد بلغت نفس الجبان التراقيا |
لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفاً | إلى الحشر لا يزداد إلاّ معاليا |
همُ الراضعون الحربَ أوّل درِّها | ولا حلم يرضعن إلا العواليا |
بكلّ ابنِ هيجاءٍ تربّى بحجرها | عليه أبوه السيفُ لا زال حانيا |
طويلِ نجاد السيف فالدرع لم يكن | ليلبسه إلا من الصبر ضافيا |
يرى السمر يحملن المنايا شوارعاً | غلى صدره أن قد حملن الأمانيا |
هم القوم أقمارُ النديّ وجوههم | يضئن من الآفاق ما كان داجيا |
مناجيدُ طلا عينَ كلّ ثنيّة ٍ | يبيت عليها ملبد الحتف جاثيا |
ولم تدر إن شدّوا الحبى أُحباهم | ضمَّن رجالاً أَم جبالاَ رواسيا |