أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أيُّ بشرى كست الدُنيا بَهاءا | قم، فهني الأرض فيها والسماءا |
طبق الأرجاء منها أرج | عطَّرت نفحة ُ ريَّاه الفضاءا |
بعثة ٌ أعلَنَ جبريلُ بها | قبل ذا، في الملا الأعلى النداءا |
قائلاً: قد بُعِث النورُ الذي | ليس يخشى أبدَ الدهرِ انطفاءا |
فهنيئاً : فتح الخير بمن | ختَم الرحمنُ فيه الأَنبياءا |
وأتى أكرم مبعوث قد اخ | ـتارُه الله انتجاباً واصطفاءا |
سيد الرسل جميعاً "أحمد" | مَن بعلياهُ أتى «الذكر» ثناءا |
"مبعث" قد ولدته ليلة | للورى ظلماؤها كانت ضياءا |
بوركت من ليلة في صبحها | كَشف الله عن الحقِّ الغطاءا |
خلع الله عليها نضرة | راقت العالَم زهواً واجتلاءا |
كلما مرَّت حلت في مرِّها | راحة الأفراح رشفاً وانتشاءا |
واستهلَّ الدهرُ يُثني مُطرباً | عطف نشوان ويختال ازدهاءا |
فلتهنّ «الملة ُ الغرّاءُ» مَن | أحكم الله به منها البناءا |
ولتباهل فيه أعداء الهدى | ولتباه اليوم فيه العلماءا |
ذو محيا فيه تستسق السما | وبنانٍ علَّم الجودَ السماءا |
رق بشراً وجهه حتى لقد | كاد أن يقطر منه البشرماءا |
فعلى نور الهخدى من وجهه | وجد الناس إلى الرشد اهتداءا |
فهو ظل الله في الأرض على | فئة ِ الحقِّ بلطف الله فاءا |
فكفى هاشم فخراً أنَّها | وَلدته لمزاياها وعاءا |
فلها اليومَ انتهى الفخرُ به | وله الفخر ابتداءاً وانتهاءا |
حيّ فيها المرفد الأسنى وقل: | وصلاحاً ، وعفافاً ، وإباءا |
زانَ سامرا وكانت عاطلاً | تتشكى من محليها الجفاءا |
وغدت أفناؤها آنسة | وهي كانت أوحشَ الأرضِ فناءا |
زادك الله بهاءً وسناءا | |
إنما أنت فراش للألى | جعل الله السما فيهم بناءا |
ماحوت أبراجها من شهيها | كوجوهٍ فيك فاقتها بهاءا |
قد توارت فيك أقمار هدى | ودت الشمس لها تغدو فداءا |
أبداً تزدادُ في العليا سنًى | وظهوراً، كلّما زيدت خفاءا |
ثم نادي القبة َ العليا وقل: | طاوِلي ياقبة َ الهادي السماءا |
بمعالي العسكريين اشمخي | وعلى أفلاكها زِيدي عَلاءا |
واغلبي زهر الدراري في السنا | فبك العالم- لافيها- أضاءا |
خطك الله تعالى دارة | لذُكائي شرفٍ فاقا ذُكاءا |
وبنا عرِّج على تلكَ التي | أودعتنا عندَها الغيبة ُ داءا |
حجب الله بها الداعي الذي | هو للأعين قد كان الضياءا |
وبها الأملاك في ألطافه | للورى تهبط صبحاً ومساءا |
قف وقل عن مهجة ٍ ذائبة ٍ | ومن العينينِ فانضجها دماءا |
يا إمامَ العصرِ ما أقتلها | حسرة ً كانت هي الداء العياءا |
مطلننا البرء في تعليلها | وسوى مرءاك لا نلقى شفاءا |
برئت ذمّة ُ جبارِ السما | من أناس منك قد أضحوا براءا |
فمتى تبرد أحشاء لنا ؟ | كِدنَ بالأنفاسِ يُضر من الهواءا |
ونرى يا قائم الحق انتضت | سيفها منك يد الله انتضاءا |
أفهل نبقى - كما تبصرنا- ؟ | نُنفِذ الأيامَ والصبرَ رجاءا!! |
لا رأى الرحمة َ من قال رياءا: | قلت الروح لمولاها : فداءا |