لتلو لوي الجيد ناكسة الطرف
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لتلو لوي الجيد ناكسة الطرف | فهاشمها بالطف مهشومة الأنف |
وفي الأرض فلتنثل كنانة نبلها | فلم يبق سهم في وفاضهم يشفي |
ويا مضرَ الحمراء لا تنشري اللوا | فان لواك اليوم أجدر باللف |
ويا غالباً ردي الجفونَ على القذا | لمن أنتِ بَعد اليوم ممدودة ُ الطرفِ |
لِتنض نزارُ الشوسُ نثرة َ زغفها | فبعد أبيّ الضيم ما هي للزَغفِ |
بني البيض أحسابا كرامأ وأوجهاً | وساماً وأسيافاً هي البرق في الخطفِ |
ألستم إذا عن ساقِها الحربُ شمّرت | وعن نابها قد قلّصت شفة الحتفِ |
سحبتم إليها ذيلَ كلِّ مفاضة ِ | تردّ الضُبا بالثلم والسمرَ بالقصفِ |
فكيف رضيتم من حرارة وِترها | بماء الطُلا منكم ضبا القومِ تستشفي |
ألم يأبكم أن الحسين تنازعت | حشاه القنا حتى ثوى بثرى الطفِّ |
بشم أنوف اكرهوا السمر فانتنت | تكسر غيضاً وهي راغفة الأنف |
أبا حسنٍ أبناؤك اليوم حلَّقت | بقادمة الأسياف عن خِطّة ِ الخسفِ |
ثنت عِطفها نحو المنيَّة إذ أبت | بأن تغتدي للذل مثنية العطف |
لقد حشدت حشد العطاش على الردى | عطاشا وما بلت حشاً بسوى اللهف |
ثوت حيث لم تذمم لها الحرب موقفاً | ولا قبضت بالرعب منها على كف |
سل الطف عنهم أين بالأمس طنبوا | وأين استقلّوا اليومَ عن عرصة الطفِّ |
وهل زحف هذا اليوم أبقى لحيهم | عميدَ وغى ٍ يستنهض الحيّ للزحفِ |
فلا وأبيك الخير لم يبق منهم | قريع وغى ً يُقري القَنا مهجَ الصفِّ |
مشوا تحتَ ظلّ المرهفات جميعهم | بأفئدة ٍ حرَّى إلى مَورد الحتفِ |
فتلك على الرمضاء صرعى جسومهم | ونسوتُهم هاتيك أسرى على العجفِ |
مضوا بالأُنوف الشمّ قدماً وبعدهم | تخال نزاراً تنشق النقع في أنف |
وهل يملك الموتور قائم سيفه | ليدفع عنه الضيم وهو بلا كفِّ |
خذي ياقلوب الطالبين قرحة | تزول الليالي وهي دامية القِرفِ |
فان التي لم تبرح الخدر أبرزت | عشية لا كهف فتأوي غلى كهف |
لقد رفعت عنها يد القوم سجفها | وكان صفيح الهند حاشية َ السجفِ |
وقد كان من فرط الخفارة صوتها | يغض فغض اليوم من شدة الضعف |
وهاتفة ناحت على فقد إلفها | كما هتفت في الدوح فاقدة الإِلفِ |
لقد فزعت من هجمة القوم ولهاً | إلى ابن أبيها وهو فوق الثرى مغفِ |
فنادت عليه حين ألفته عارياً | على حسمه تسفى صبا الريح ماتسفي |
حملتُ الرزايا قبل يومك كلّها | فما أنقضت ظهري ولا أوهنت كتفي |
ولاويتُ من دهري جميع صروفه | فلم يلو صبري قبل فقدك في صرف |
ثكلتك حين استعظلَ الخطبُ واحداً | أرى كلّ عضو منك يُغني عن الألفِ |
يودي لو أن الردى كان مرقدي | ولا ابن أبي نبهتُ من رقدة الحتفِ |
ويا لوعة َ لو ضمَّني اللِحدُ قبلها | ولم أبدُ بين القوم خاشعة َ الطرفِ |