لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لا تحذرن فما يقيكَ حِذارُ | إن كانَ حتفُكَ ساقه المقدارُ |
وأرى الضنينَ على الحمام بنفسه | لا بدَّ أن يفنى ويبقى العار |
للضيم في حسب الأبيّ جِراحة ٌ | هيهات يبلغ قعرها المسبار |
فاقذف بنفسك في المهالك إنما | خوفُ المنيّة ذلّة وَصغارُ |
والموت حيث تقصفت سمر القنا | فوق المطهّم، عزّة ٌ وفخار |
سائل بهاشم كيف سالمت العدا | وعلى الأذى قرَّت وليس قرار |
هدأت على حسك الهوان ونومها | قدماً على لين المهاد غرار |
لا طالب وتراً يجرد سيفه | منهم ولا فيهم يقال عثار |
ولرب قائلة وغرب عيونها | يدمى فيخفي نطقها استعبار |
ماذا السؤال فمت بدائك حسرة | قضيت الحميّة ُ واستبيح الجارُ |
ما هاشم ان كنت تسأل هاشم | بَعد الحسين ولا نزار نزار |
ألقت أكفّهُم الصفاحَ وإنّما | بشبا الصوارِم تُدرك الأوتار |
أبني لِويّ والشماتة ُ أن يُرى | دمكم لدى الطلقاء وهو جبار |
لا عذر أو تأتي رِعالُ خُيولِكم | عنها تضيق فدافدٌ وقفار |
مستنهضين إلى الوغى أبناءَها | عجلا مخافة أن يفوت الثار |
يتسابقون إلى الكفاح ثيابهم | فيها وعمتهم قناً وشفار |
متنافسين على المنيّة بينهم | فكأَنما هي غادة ٌ معطار |
حيث النهارُ من القتام دُجنّة ٌ | ودجى القتام من السيوف نهار |
والخيل دامية ُ الصدورِ عوابسٌ | والأرض من فيض النجيع غمار |
أتوانياً ولكم بأشواط العلى | دون الأنام الورد والأصدار |
هذي أُميّة ُ لاسرى في قُطرِها | غضُّ النسيم ولا استهلَّ قَطار |
لبست بما صنعت ثيابَ خِزاية ٍ | سوداً نولى صبغهن العار |
أضحت برغم أنوفكم مابينها | بنسائكم تتقاذفُ الأمصارُ |
شَهدت قفار البيد أنَّ دموعها | منها القفار عدون وهي بحار |
من كلّ باكية تجاوب مثلَها | نوحاً بقلب الدين منه أوار |
حُمِلَت على الأكوار بعد خدورها | ألله ماذا تحمل الأكوار |
ومروعة تدعو وحافل دمعها | مابين أجواز الفلا تيار |
أمجشما أنضاء أغياب السرى | هيماء تمنع قطعها الأخطار |
مرهوبة الجنبات قائمة الضحى | ويشوقها الأنجاد والأغوارُ |
أبداً يموج مع السراب شجاعها | من حر ما يقد النقا المنهار |
تهوي سباع الطير حين تجوزها | وتى وما للسيد فيها غار |
يطوي مخارم بيدها بمصاعب | للريح دون ذميلها إحسار |
من كل تريح بعقر دار لم غلمة | يسري لِواءُ العزّ أنّى ساروا |
سمة العبيد من الخشوع عليهم | لله ان ضمتهم الأسحار |
وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم | بيض القواضب أنهم أحرار |
قف نادِ فيهم أين من قد مُهّدت | بالعدل من سطواتها الأمصار |
ماذا القعود وفي الأنوف حمية | تأبى المذلة والقلوب حرار |
أتطامنت للذل هامة عزكم | أم منكم الأيدي الطوال قصار |
وتظلُّ تدعوا آل حربٍ والجوى | ملؤ الجوانح والدموعُ غزار |
أطريدة َ المختار لا تتبجحي | فيما جرت بوقوعه الأَقدار |
فلنا وراء الثار أغلب مدرك | ما حالَ دون مناله المقدارُ |
أسد ترد الموت دهشة بأسه | وله بأرواح الكُماة عِثار |
صلّى الإله عليهِ من متحجّب | بالغيب ترقب عدله الأقطار |