بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بقيتَ بقاءَ الدهر هل أنتَ عالمٌ | من العتب ما يملى عليك وما أملي |
لقد كنتَ تجزيني بما أنت أهله | على الشعر قبل اليوم بالنائل الجزل |
فأرجعُ عن نعماك في ألف درهم | أزيلُ بها فقري وأغني بها أهلي |
فنقّصْتَني شيئاً فشيئاً جوائزي | وأوقفت حظّي منك في موقف الذل |
فأَصْبَحْتُ مثل الوقح لا فرق بينه | وبيني ولا بونٌ بجزء ولا كلّ |
ولي فيك ملء الخافقين مدائح | ولي غُرَرٌ ما قالها أحدٌ قبلي |
فمن أيّ وجه أنت أنزلتَ رتبتي | وأصبحتُ بعد الويل أقنع بالطل |
فإنْ كان من بخل فلم يرَ قلبها | فتى ً من رسول الله يوصف بالبخل |
وإنْ كان من قلٍّ هناك وجدته | فما تعذر القوم الكرام من القلّ |
وإنْ كان من طعن العداة وقدحهم | فما قولهم قولي ولا فعلهم فعلي |
أكان لمولانا بذلك حكمة | فقصّر عن إدراك حكمته عقلي |
فليس من الإنصاف مثلي تُضيعُه | وتجهله ظلماً وحاشاك من جهل |
وبحرك تيار ومالك وافر | وجودك معلوم وأنت أبو الفضل |
وتبلغ منك الناس أقصى مرامها | ويحرم من دون الورى شاعر مثلي |