أبا مصطفى إنّا ذكرناك بَيْنَنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبا مصطفى إنّا ذكرناك بَيْنَنا | فهاجَ بنا شوقٌ إليكَ معَ الذّكرِ |
وقد جَمَعَتْنَا للمسرّات ساعة ٌ | هي العمرُ لا ما مرَّ في سالف العصر |
ونازَعَنَا فيكَ الحديثَ مُعتَّقٌ | ونحنُ بقصر قد أطلَّ على نهر |
وقد مدَّ ماءُ النهر من بعد جزرِه | فيا حسن ذاك المدِّ في ذلك الجزر |
بحيث کكتَسَتْ أشجارُه فتمايَلَتْ | على نغماتِ الطير بالورقِ الخضر |
وقد غَرَّدَتْ من فوقهن حمائمٌ | لها أنَّة ُ المألوم من ألمَ الهجر |
وأطربنا في شكر نعماك أخرسٌ | بأعذب ما قد قال فيك من الشعر |
وعاج بنا في كل فنٍ يجيده | فطوراً إلى نظيمٍ وطوراً إلى نثر |
وكان لنا فيما روى عنك نشوة ً | من السكر ما يغني النديم عن الخمر |
ورقَّ كما رقَّتْ سلافُ مدامة | تَخَيَّلها الندمان ذوباً من التبر |
فلو كنتَ فينا حاضراً وَوَجَدْتَنا | ومن تحتِنا الأنهار حينئذ تجري |
لقلتَ اغنموها ساعة َ الأنس واسلموا | على غفلات الدهر من نوب الدهر |
هي البصرة الفيحاءُ لا مصرَ مثلها | وفيها لعمري ما ينوف على مصر |
خلا أَنّني أَصْبَحْتُ بينَ وخامَتَيْ | عناءٍ أعانيه وآخر في فكري |