كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كم قَدِ أَلينُ لمن قسا بصدودِهِ | حتى ظننتُ فؤادهَ جلمودا |
ولكمْ أسلتَ من العيون مدامعاً | وأهجتَ من حرّ الغرام وقودا |
كبدٌ تذوبُ وحسرة ٌ لا تقضي | ودموعُ طرفٍ بألفُ التسهيدا |
أنكرتَ معرفتي على عهد النوى | ومَنَحْتَني بَعدَ الوصال صدودا |
أَخْلَقْتَ صبري بَعد بُعدِك بالنوى | وكسوتني ثوبَ السقام جديدا |
لولا العيون النجل ما عرف النوى | من كان صبّاً في هواك عميدا |
ولقد أرى نارَ الزفير ولا أرى | يوماً لنيران الفؤاد خمودا |
فالموقرات بريّها وقطارها | والحاملات بوارقاً ورعودا |
تهمي الندى وتريك كلَّ عشية ٍ | سَحَبَتْ على زهر الرياض برودا |
ما زلتُ أحمدُ للمسير عواقباً | حتّى حَلَلْتُ مقامَك المحمودا |
طالَعْتُ في وجه السعيد محمد | فرأيتُ طالع مجتديه سعيدا |
قابَلْتُ أَحداث النحوس بسَعْدِه | فأعادَ هاتيك النحوس سعودا |
وزجَرْتُ طيرَ السعد يهتُف بکسمه | ورأيتُ منه الطالع المسعودا |
أَقْرَرْتُ عينَ المجد فيك مدائحاً | وأَغَظْتُ فيك معانداً وحسودا |
وإذا نظرتَ إلى سناه ومجده | لنظرتَ من فلق الصباح عمودا |
ما زال يولينا الجميل بفضله | كَرَماً يَسُرُّ الآملين وجودا |
وإذا کستمحتُ به النوال وجدْتُه | غيثاً يَسِحُّ ومنهلاً مورودا |
ولقد مَدَحْتُ الماجدين فلا أرى | إلاّ مديحاً مقنعاً ومفيدا |
لا فارَقَتْ عينايَ طلْعَتَك التي | مَدَّتْ عَلينا ظِلَّكَ الممدودا |
سادات أبناء الزمان بأَسْرِهم | ورثوا المكارمَ طارفاً وتليدا |
تفني مكارمه الحطامَ ويقتني | ذكراً يُخَلَّدُ في الثناء خلودا |
فَلَقَدْ رَقَيْتُ بها لأرفع رتبة | فَبَلَغْتَ أسباب السماء صعودا |
ويريك إنْ ضلَّت عقول أولي النهى | رأياً يريك به الصواب سديدا |
أَخَذُوا بناصية المفاخر والعلى | وتَسَنَّموها قُوَّماً وقعودا |
وتَخالُهم عند العطاء غمائماً | وتظنُّهم يومَ اللقاء أسودا |
إنّي لأشكر من جميلك ما به | أكْبَتُّ من بَعد الحسود حسودا |
هذا الذكاء ولا مزيد على الذي | أَبْصَرْتُ منك لمن أراد مزيدا |
أَبَتِ المحاسنُ والمكارم في الندى | إلاّ بقاءً بعدهم وخلودا |
أَخَذوا المذاهبَ في الجميل فلم نجد | إلاّ مقلدُّهم به تقليدا |
قلَّدتني نعماً أنوءُ بحملها | فنظمتُ فيك قلائداً وعقودا |
لا زلتَ لي عيداً أشاهدُ عوده | حتى ألاقي يوميَ الموعودا |