أرشيف المقالات

أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي - مع القرآن - أبو الهيثم محمد درويش

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
كفروا بالله وباعدوا منهجه وابتعدوا واوغلوا في الابتعاد حتى عادوا الله وعادوا أولياءه ,و أورثهم إيمانهم المفقود يأساً أسوداً أزال من قلوبهم تمنى الرحمة أو السعي إليها فاستحقوا العذاب بعدما سعوا لتحصيل ما يستطيعون من نعيم الدنيا على حساب دينهم الميئوس منه بزعمهم .
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ العنكبوت 23]
قال السعدي في تفسيره :
يخبر تعالى من هم الذين زال عنهم الخير، وحصل لهم الشر، وأنهم الذين كفروا به وبرسله، وبما جاءوهم به، وكذبوا بلقاء اللّه، فليس عندهم إلا الدنيا، فلذلك قدموا على ما أقدموا عليه من الشرك والمعاصي، لأنه ليس في قلوبهم ما يخوفهم من عاقبة ذلك، ولهذا قال تعالى: { {أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي} } أي: فلذلك لم يعلموا سببا واحدا يحصلون به الرحمة، وإلا لو طمعوا في رحمته، لعملوا لذلك أعمالا، والإياس من رحمة اللّه من أعظم المحاذير، وهو نوعان: إياس الكفار منها، وتركهم جميع سبب يقربهم منها، وإياس العصاة، بسبب كثرة جناياتهم أوحشتهم، فملكت قلوبهم، فأحدث لها الإياس، { {وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} } أي: مؤلم موجع.
وكأن هذه الآيات معترضات بين كلام إبراهيم عليه السلام لقومه، وردهم عليه، واللّه أعلم بذلك.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢