في كلّ يومٍ للمنون صولة ٌ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في كلّ يومٍ للمنون صولة ٌ | فينا وخَطبٌ بالفراق فادحُ |
وزفرة ٌ موصولة بزفرة ٍ | ومدمعٌ على الخدود سافح |
وحسرة على الذين أصبحت | تعلوهم من الصَّفا صفائح |
وأراهم التربُ وكانوا أنجماً | كما تضيء بالدّجى مصابح |
وكلُّ يوم وَجْهُ خطبٍ كالح | وللخطوب أوجهٌ كوالح |
نُدفَع بالرغم إلى رزية | محاسن الدنيا بها مقابح |
نمزج بالدهر وذا صرف الردى | لا هازل فينا ولا ممازح |
ونحن عنه أبداً في غفلة | نلهو كما يلهو البهيم السارح |
نوضح في اللهو لنا معذرة | وما لنا في اللهو عذر واضح |
وفي المنايا للفتى روادع | زواجرٌ عن غيّة نواصح |
لا يغفل الإنسان عن مزلقة | لو كان للإنسان عقل راجح |
يغتاله دون المنى حمامه | وطرفه إلى الحمام طامح |
أيجهل الأمر على علمٍ به | والجهل بالعاقل عيبٌ فاضح |
يا رفعة ً بقيت لي في رفعة ٍ | من دونها کنحطّ السماك الرامح |
إنّي أعزّيك بخالٍ قد خلا | وما خلا منه اللسان المادح |
وكلُّ من يرجو البقاء بعده | فذاك غادٍ بعده ورائح |
لا بد أنْ تبكي عليه أعينٌ | وأنْ تنوحَ بعده النوايح |
سقاه من وَبْل الغمام صيّبٌ | تروى به الآكام والأباطح |
عزَّيتك اليوم به مؤرخاً |