طرق علاج الرياء - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
3 دقائق
.
قد عرف أن الرياء محبط للعمل، وسبب لغضب الله ومقته، وأنه من المهلكات، وأشد خطرًا على المسلم من المسيح الدجال .
ومَن هذه حاله فهو جديرٌ بالتشمير عن ساق الجد في إزالته وعلاجه، وقطع عروقه وأصوله.
ومن هذا العلاج الذي يزيل الرياء ويحصل الإخلاص بإذن الله تعالى ما يأتي:
1- معرفة أنواع العمل للدنيا، وأنواع الرياء، وأقسامه، ودوافعه، وأسبابه ثم قطعها وقلع عروقها، وقد تقدمت هذه الدوافع والأسباب.
2- معرفة عظمة الله تعالى، بمعرفة: أسمائه، وصفاته، وأفعاله معرفة صحيحة مبنية على فهم الكتاب والسنة، على مذهب أهل السنة والجماعة؛ فإن العبد إذا عرف أن الله وحده هو الذي ينفع ويضر، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويعطي ويمنع، ويحيي ويميت، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، إذا عرف ذلك وعلم بأن الله هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له فسيثمر ذلك إخلاصًا وصدقًا مع الله.
فلا بد من معرفة أنواع التوحيد كلها معرفة صحيحة سليمة.
3- معرفة ما أعده الله في الدار الآخرة من نعيم وعذاب، وأهوال الموت ، وعذاب القبر ؛ فإن العبد إذا عرف ذلك وكان عاقلًا هرب من الرياء إلى الإخلاص.
4- الخوف من خطر العمل للدنيا والرياء المحبط لعمل؛ فإن من خاف أمرًا بقي حذرًا منه فينجو؛ ومن خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزلة.
فينبغي للمرء بل يجب عليه إذا هاجت رغبته إلى آفة حب الحمد والمدح أن يذكر نفسه بآفات الرياء، والتعرض لمقت الله.
ومن عرف فقر الناس وضعفهم استراح كما قال بعض السلف: جاهد نفسك في دفع أسباب الرياء عنك، واحرص أن يكون الناس عندك كالبهائم والصبيان فلا تفرق في عبادتك بين وجودهم وعدمهم، وعلمهم بها أو غفلتهم عنها واقنع بعلم الله وحده.
وبالله وحده ثم بالخوف من حبوط العمل نجا أهل العلم والإيمان من الرياء وحبوط العمل، فعن محمد بن لبيد رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء يقول الله عز وجل لهم يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء» (السلسلة الصحيحة:951).
(من كتاب الحاوي في التفسير )