لك بالمعالي رتبة ٌ تختارها
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لك بالمعالي رتبة ٌ تختارها | فکفخر فأَنْت فخارُنا وفخارُها |
يا ساعد الدّين القويم وباعه | لَحَظَتْك من عين العلى أنظارها |
لله أيَّة رفعة ٍ بلّغتها | قَرَّتْ وليس يغيرك استقرارها |
في ذروة الشَّرف الرفيع مقامها | وعلى أهاضيب العلى أوكارها |
فلتَهْنَ فيك شريعة قد أصْبَحت | وعليك ما بين الأنام مدارها |
ولقد ملأتَ الكون في نور الهدى | كالشمس قد ملأ الفضا أنوارها |
وكشفتَ من سرّ العلوم غوامضاً | لولاك ما انكشفت لنا أسرارها |
يا دوحة الفضل الذي لا يجتنى | إلاّ بنائل جوده أثمارها |
الله أكبر أنت أكبر قدوة | لم تعرف الثقلات ما مقدارها |
ولتسمُ فيك المسلون كما سمت | في جدّه عدنانها ونزارها |
من حيث إنَّ لسانه صمصامها الـ | ماضي وإنَّ يراعهُ خطّارها |
فردٌ بمثل كماله ونواله | لم تسمح الدنيا ولا أعصارها |
دنياً بها کنقرض الكرام فأَذنبت | فكأنّما بوجوده استغفارها |
وكأنّما اعتذرت إلى أبنائها | فيه وقد قُبِلَت به أعذارها |
أَمُؤمّلاً نَيْلَ الغنى بأكُفِّهِ | يُغنيك من تلك الأكُفِّ نضارها |
بسطتْ مكارمه أناملَ راحة ٍ | تجري على وُفَّادِه أنهارها |
أحرارنا فيما تنيل عبيدُها | وعبيده من سيبه أحرارها |
هاتيك شِنْشِنَة وقد عُرِفَتْ به | لم تقض إلاّ بالندى أوطارها |
كم روضة بالفضل باكرها الحيا | فزهت بوابل جوده أزهارها |
هو دِيمة ُ لم تنقَطِعْ أنواؤها | وسحابة ٌ لم تنقشع امطارها |
أحيا ربوعَ العلم بعد دروسها | علماً وقد رجعتْ لها أعمارها |
وكذا القوافي الغرّ بعد كسادها | ربحتْ بسوق عكاظه تجارها |
حَمَلَتْ جميل ثنائه ركبانها | وتحدَّثت بصنيعه سمّرها |
ورَوَتْ عن المجد الأثيل رواتها | وتواتَرَتْ عن صحة أخبارها |
فضل يسير بكلّ أرضٍ ذكرُه | وكذا النجوم أجلُّها سيّارها |
وله التصانيف الحسان وإنَّها | قد أسْفَرتْ عن فضله أسفارها |
هي كالرياض تفتّحت أزهارها | أو كالحِسان تفكَّكت أزرارها |
تبدي من الخفّي ما يعيي الورى | وتحير عند بروزها أفكارها |
لا زال خائضُ ليلها في ثاقب | من فكرة حتى کستبان نهارها |
مصبوبة من لفظة بعبارة | يحلو لسامع لفظها تكرارها |
من مالك الارضون أو أقطارها | |
قرَّتْ عيونُ الدين فيك وإنّما | حسّأد فضلك لا يقر قرارها |
راموا الوصول إلى سعاد سعودها | فنأتْ بها عنهم وشطّ مزارها |
تختار لذّات الكمال على الهوى | تلك المشقَّة قلَّ من يختارها |
فإذا نثرتَ فأنت أبلغُ ناثرٍ | نظّام لؤلؤ حكمة ٍ نثّارها |
وإذا نظمت فلا أبو تمّامها | تحكيكَ رقَّته ولا مهيارها |
ورسائلُ أين الصّبا من لفظها | الشافي وأين أريجُها وعَرارُها |
خطٌّ كليلاتِ السعود تراوحتْ | فيها بطيب نسيمها أسحارها |
هل تدري أيّ رويّة لك في الحجى | ومن العجيب فديتك کستحضارها |
تأتي كسيل المزن حيث دعوتها | وكجُودِ كفّك وافرٌ مدرارها |
فلكم جلوت دُجُنَّة ً من مُشْكِلٍ | يتجابُ فيك ظلامها وأوارها |
وَجَلَيْتَ فيه من العلوم عرائساً | فأتاك من ملك الزمان نثارها |
قد زدت فيها رفعة ً وتواضعاً | وأرى الرّجال يَشينُها کستكبارها |
إنَّ الرَّزانة في النفوس ولم تطش | نفسٌ وقار الراسيات وقارها |
إنْ كنتَ مفتخراً بلبس علامة ٍ | فعُلاك ياشرف الوجود فخارها |
صيغتْ لعزّك سيّدي من جوهر | حيث الجواهر أنتَ أنتَ بحارها |
فكأنّما من صَدرِك کستخراجها | أو من جمالك أشرقت أنوارها |
لا زال يأخذ بالنواظر نورها | لكنْ بأحشاء الحواسد نارها |
إنَّ العناية أَقْبَلَتْ بجميع ما | تهوى عليك وهذه آثارها |
قتلت عداك بلوغُها وكأنَّها | قتلى العيون فليس يدركُ ثارها |
وكفاك إقرار العداة بما به | قرَّ الولاة ولم يفد إنكارها |
ولقد خَلَقْتَ سماء كل فضيلة | طلعتْ على آفاقها أقمارها |
هل في العراق ومنعليه ومن له | منها وليس لألفهم معشارها |
ولقد سترتَ على عوادي بلدة | لولاك لم يستر وحقّك عارها |
يا قطبَ دائرة الرئاسة والعلى | أضحى يدور لأمره دوارها |
لحقت سوابقك الألى فسبقتهم | بسوابقٍ ما شقّ قط غبارها |
خذها تغيظ الحاسدين قصيدة ً | ما ملّ فيك أبا الثنا إكثارها |
لا زالت الأيام توليك المنى | وجرت على ما تشتهي أقدارها |