هنيئاً لكم هذا الهناءُ المجدَّدُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هنيئاً لكم هذا الهناءُ المجدَّدُ | ودام لكم هذا السرور المؤيد |
ونِلْتُم به في كلّ يوم مسرّة ً | يجيء بها في مثل يومكمُ غد |
سرورٌ وأفراح وأنسٌ ولذة ٌ | وأعيادُ أعمارٍ بكم تتعدَّد |
معاشر قوم ما بهم غير ماجد | ولا فيهم إلاّ النبيل الممجّد |
إذا وُلدَ المولود منهم لوالدٍ | فللمجد مولودٌ وللمجد يولد |
وإنْ زوّجوه من صلبه الذي | تَقَرُّ به عين العلاء وتسعد |
تَزوَّجَ من كان الجميل شعاره | جميل له منه نجار ومحتد |
وذلك جمع لا تفرُّقَ بعده | وشمل مدى الأيام لا يتبدد |
وعيش صفا رغداً كما تشتهونه | فلا شابه في الدهر عيش منكد |
بأعراسِ أيام الزمان وطيبه | إذا الزهر يسقى والحمام يغرد |
تبسّم ثغر الأقحوان لحسنه | وأينعَ للنوّار حدٌّ مورّد |
وصفَّقتِ الأوراق من طربٍ به | وراح لها بانُ النّقا يتأوَّد |
وقد لَبِسَتْ فيه الرياض ملابساً | مُدَنَّرة منها لجين وعسجد |
تعطّر من هذا الربيع نسائماً | عليهنَّ أنفاسُ المصيف توقَّدُ |
سقاها الحيا المنهلّ حتى كأنّه | لئالىء في أسلاكها تتنضد |
بمثقلة بالودق خلَّت بروقها | لوامع نيران تشب وتخمد |
يريني ندى عبد الغني قطارها | على الكبد الحرّى ألذّ وأبرد |
من القوم في مضمار كُلِّ أَبِيَّة | أغاروا الفخار المشمخرّ فأَبعدوا |
إذا ما هززناه هززنا مهنَّداً | وهيهات منه المشرفيُّ المهند |
وإذ أبعد التشبيه منه فأنَّه | على نائبات الدهر سيف مجرد |
ترى جيّد الناس الرديّ بجنبه | وفي الناس ما دامت رديٌّ وجيّد |
فلا قَدْر يدنو قَدْرَه وعلاءه | ولم تعلُ في الدنيا على يده يد |
له السؤْدد الأَعلى على كلٍّ سؤدد | وما بعد ذاك الفخر فخر وسؤدد |
لقد جمع الله المحاسن كلَّها | به فهو من بين العوالم مفرد |
تفرد من بين الورى بجميله | فما شكّ في توحيده اليوم ملحد |
وما تجحد الحسّاد منه فضيلة | وهل تجحد الحساد ما ليس يجحد |
تلوذ به بغداد مما يَسُوؤها | فمنه لها نعم الدّلاصُ المسرّد |
يقيها سهام النائبات فلم تبل | إذا طاش سهم للخطوب مسدد |
حماها ولا حامٍ سواه ولا له | سوى الله في كلّ الأُمور مؤيد |
وقام أبو محمودفي كل موقف | عليه لواء الحمد يلوى ويعقد |
وكم وقعة شبّت وشبّ ضرامها | وشباب لها نصل الظُّبا وهو أمرد |
وقد أنهضته همّة بلغت به | من المجد ترقى ما تشاء وتصعد |
وقد يطأ الأَهوال بالهمّة التي | لها موطئٌ هام السماك ومقعد |
فأبدى وقد أخفى أخو الجبن نفسه | ونال شجاع القوم ما كان يقصد |
أسارير ذاك الوجه والوجه عابس | وأبيض ذاك الفعل واليوم أسود |
وأكرومة تحكي وأكرومة عَلَت | يقوم بها هذا الزمان ويقعد |
تسير بها الركبان شرقاً ومغرباً | فذا متهمٌ فيها وآخر منجد |
تناقلها عنك الثقاتُ رواية ً | عن المجد عن علياك تُروى وتُسنَد |
أرى مطلق الأمداح من حيث أطلقت | بغيرك يا مولاي لا تتقيد |
إذا تليت آثار ذكرك بيننا | نميل كما مالت بنشوان صرخد |
يذوق بها التالي حلاوة ذاكرٍ | من الحمد تتلى كلَّ آنٍ وتنشد |
فيا باسطاً للناس من فضله يداً | لها جملة الأحرار إذ ذاك أعبد |
فللناس من تلك المناهل منهلٌ | وللنّاس من تلك الموراد مورد |
لك الجود والإحسان والفضل كله | هو الفضل والمعروف والله يشهد |
ولست أقول الغيث والغيث مرعد | ولست أقول البحر والبحر مزبد |
وما عاق دون الجود وعدك نيله | وما لهباتٍ من عطاياك موعد |
كأنّي بمدحي في علاك منجّم | يبيت لأجرام السموات يرصد |
وهل أكره الإملاقَ أو أطلب الغنى | ولي منك كنزٌ ولا وربك ينفد |
فلا زلت مسرور الفؤاد بقرّة ٍ | لعينيك ما دام الثناء المخلَّد |
هما قمرا مجد وإنْ قلت فرقدا | سماءٍ فكلٌّ منهما هو فرقد |
تزوّج زاكي العنصرين بكفوه | وتمَّ بحمد الله ما كنت تقصد |
أقولُ له لما تزوّج بالهنا | |
تزوّجت فلتهنا هناءً، مؤوَّخاً | وقد سَرَّنا هذا الزواج محمُّد |