مَحَوْتَ بسيف سَطوتك الفَسادا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَحَوْتَ بسيف سَطوتك الفَسادا | بحكْمٍ قَد أَرَحْتَ به العبادا |
دَخَلْتَ البصرة الفيحاءَ صُبحاً | ونارُ الشرِّ تتَّقدُ اتّقادا |
وقد عَبَثَتْ يدُ الأشراف فيها | وطالَ فسادهم فيها وزادا |
لقد حكمتْ بها جهّال قوم | يَرَوْن الغيَّ يومئذٍ رشادا |
عموا عمّا بصرتَ به وصمُّوا | فما بلغوا بما صنعوا مرادا |
فلو عُرِض الصَوابُ إذَنْ عليهم | بحالٍ أعرضوا عنه عنادا |
وهل تثقُ النفوس بعين راءٍ | يرى لونَ البياض بها سوادا |
تفاوَتَتِ العُقول بما نراه | مَداركُها قياساً وکطرادا |
ومن حقّ الرئاسة أنْ نراها | لأَورى الناس إنْ قَدَحَتْ زنادا |
وأعلاها لدى الآراء رأياً | وأرفعها وأطولها عمادا |
خطوبٌ ما مضى منهنّ خطبٌ | بطارقِ ليلة ٍ إلاَّ وعادا |
وكم هدرتْ دماءٌ من أناسٍ | وأموالٌ لهم نفدت نفادا |
بحيثُ الأشقياء کستضعفتهم | وقدْ طال الشقا وقد تمادى |
ولما ساءَت الأحوال فيهم | ولا نفع الحفاظُ ولا أفادا |
ولم يُرَ مَن يُسَدُّ به خِلالٌ | إذا ما أعوز الأمر السدادا |
وباتَ الناسُ في وجلٍ عظيم | يُريعُ السَّمعَ منه والفؤادا |
دعيتَ لكشفِ هذا الضرِّ عنها | ولا يُدعى سواك ولا يُنادى |
ومنذُ قَدِمْتَ مدعوّا إلَيها | أرحتَ بما قدمتَ به العبادا |
علمنا أنَّ رأيك فلسفيٌّ | وأنَّك تكشِفُ الكُرَبَ الشدادا |
وتنظرُ بالفراسة من يقينٍ | فتنتقدُ الرّجالَ بها انتقادا |
وما قَلّدتهم بالرأي منهم | وَلَمْ تحكُم لهم إلاَّ اجتهادا |
لقَد أخمدْتَ نيراناً تَلَظّى | وتلك النار قد أمستْ رمادا |
وقَرَّتْ أعيُنٌ لولاك باتت | على وجلٍ ولم تذق الرقادا |
جزيتم آل راشد كلَّ خير | ففيكم تعرفُ الناس الرشادا |
لكم صدرُ الرئاسة في المعالي | وأنتُمْ في بني العليا فُرادى |
تدين لك الأقاصي والأداني | وتنقادُ الأُمور لك انقيادا |
وقدتَّ صعابها ذللاً وكانت | على الأيام تأبى أنْ تقادا |
لقد فاز المشيرُ بك اتكالاً | عليك بما يؤمَّل واعتمادا |