هذه ادارُ وهاتيك المغاني
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هذه ادارُ وهاتيك المغاني | فَسَقاها بِدَمٍ أحْمَر قاني |
دَنِفٌ عَبْرَته مُهراقة ٌ | مثلما أهرقت الماءَ الأواني |
في رسومٍ دارسات لقيتْ | ما يلاقي الحرُّ في هذا الزمان |
كان عهد اللهو فيها والهوى | خَضِلَ المنبَتِ حلويَّ المجاني |
تزدهي بالغيد حتى خَلْتُها | روضة ً تنبتُ بالبيض الحسان |
تتهادى مثل بانات النقا | بقدودٍ خطرت من خوطِ بان |
أثمرَتْ بالحسن إلاّ أنّها | لم تكنْ مدَّتْ إليها كفُّ جاني |
فاتكاتٍ بعيون من ظباً | طاعناتٍ بقوامٍ من سنان |
مَنْ مُجيري من هواهنَّ وما | حِيلتي بين ضِرابٍ وطعان |
أهوَنُ الأشياء فيهنّ دمي | والهوى أكبر داعٍ للهوان |
قد رماني شادنٌ من يَعرُبٍ | لا رمى الله بسوءٍ من رماني |
مستبيحاً دَم صبٍّ طَلَّهُ | سهمُ عينيه حراماً غير واني |
حسرة ً أورثتُها من نَظرة ٍ | ما لها في ملتقى الصَّبر يدان |
يا لها من نظرة ٍ يشقى بها | دون أعضائي طرفي وجناني |
نفرتْ أسرابُ هاتيك المها | وذوى من بعدها غصنُ الأماني |
وتناثرنَ عقودا طالما | نظمتْ في جمعنا نظم الجمان |
ما قضى ديني عنّي ماطل | كلّما استقضيته الدين لواني |
يا أحبائي على شطح النوى | كم أعاني في هواكم ما أعاني |
مستلذّاً في أحاديثكم | لذَّة َ الشارب من خمر الدّنان |
ما صحا فيكم لعمري ثملٌ | لمْ يذقْ راحاً ولا طاف بحان |
أترى الورقاءَ في أفنانها | قد شجاها في هواكم ما شجاني |
فكأنْ قد أخَذَتْ من قَبلها | عَن قماري الدَّوح أقمارُ القيان |
رابَ سلمى ما رأت من همة | نهضت مني وحظٍّ متوان |
لم تكن تدري ومن أينَ لها | مَبْلَغُ العلم وما تعرفُ شاني |
واثقاً بالله ربي والغنى | من ندى عبد الغنيِّ في ضمان |
قرن الإحسان بالحسنى َ معاً | فأراني فيهما سعدَ القران |
لم يَرُعني حادثٌ أرهَبُه | أنا ما عشتُ لديه في أمان |
هو ركنُ المجدَ مَبنى فخره | لا وهتْ أركان هاتيك المباني |
جعلَ الله به لي عصمة ً | فإذا استكفيته الأمرَ كفاني |
ففداه من لديه ما له | بمكان الرّوح من نفس الجبان |
ثاني اثنين مع الدُّرِّ سنى ً | واحدٌ ليس له في الناس ثان |
عجبٌ منه ومن أخلاقه | لو تَتَبَّعْتَ أعاجيب الزمان |
كَرمٌ محضٌ وبأسٌ وندى | في نجيبٍ قلّما يجتمعان |
وأذلَّ المالَ معطاءٌ يرى | عزَّة َ الأنفس بالمال المهان |
خضلَ الراحة منهلّ البنان | |
بسطت أنمله العشرُ فما | زلتُ منها حشوَ جنات ثمان |
وله مبتكرات في العلى | ترفع الذكر إلى أعلى مكان |
قائلٌ في مثلها قائلها | هكذا تُفْتَضُّ أبكارُ المعاني |
رجلٌ في مَوقِفِ الليث له | فتكة ُ البِكرِ من الحَرب العوان |
تَحتَ ظلِّ النَّقْع في حَرَّ القنا | فَوقَ رَحِبِ الصَّدْرِ موّار العنان |
والمواضي البيض ما إنّ أشرقت | شرقتْ ثمَّ بلونٍ أرجواني |
ولك الله فقد أمَّنتني | كلّما عشتُ صروف الحدثان |
وإنّما قيَّدتني في نعمة | أطلَقَتْ في شكرها اليومَ لساني |
دونك الناس جميعاً والربا | أبَداً تَنْحَطُّ عن شُمّ الرّعان |
يا أبا محمود يا هذا الذي | عَمَّ بالفضل الأقاصي والأداني |
منزلي قَفْرٌ ودهري جائر | فأجرني سيّدي من رمَضان |
وزمانٍ منه حَظّي مثلما | كان حظّ الشّيب من ودِّ الغواني |
لستُ أدري والذي في مثله | أنزلَ القرآن والسبعَ المثاني |
أفأيّامُ صِيام أقبَلَت | هي أمْ أيامُ بؤسٍ وامتحان |
ساءني منه لعمري شَرَفٌ | لي من تلك الحروف الثلثان |
لو أدري لي سفراً قطّعته | إرباً بالأنيقُ النجب الهجان |
نائياً عن وَطَنٍ قاطنه | يحسُد اللاّطمُ وجهَ الصحصحان |
يا غماماً لم يَزل صَيِّبُه | وأكفَ الدِّيمَة آناً بعدَ آن |
صُمْ كما شِئت بخيرٍ واغتَنم | أجرَ شهرِ لاصَّوم بالخير المدان |
ما جزاءُ الصَّوم في أمثاله | غير ما نوعدُ فيه بالجنان |
وتهنّا بعدَه في عِيده | إنَّ أعيادك أيامُ التهاني |
لا خلاك الله من دنيا بها | كلّ شيء ما خلا مجدك فان |
في زمانٍ أصبحَ الجودُ به | والمعالي أثَرَاً بعدَ عيان |