قَدِمْتَ بالبشْرِ وبالبَشائِر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قَدِمْتَ بالبشْرِ وبالبَشائِر | وزرتنا فحبَّذا من زائرِ |
وجئت بالخير علينا مقبلاً | لكلّ باد ولكل حاضر |
فكنتَ كالمزن همت بماطر | وكنتَ كالروض زها لناظر |
لو نظرَ الناظرُ ما صنعته | نمَّقه بدفتر المفاخر |
أنضيتَ للعمران فُلْكَ همّة ٍ | فَعَمَّرتْ كلَّ مكان داثر |
وهذه العمارة ُ اليوم لكم | معمورة ٌ الأكتاف بالعشائر |
نَظَّمت بالتدبير منك شملها | بناظمٍ للعدل غير ناثر |
وإنما دانت لحكم عادلٍ | ولم يدن ممتنع لجائر |
أمَّنتها من شر ما ينوبها | بالناس في أمن وخير وافر |
ولم تَخُنْ عهدَ امرىء ٍ عاهدته | حوشيتَ من عهد الخؤون الغادر |
جبرتَ بالإنصاف كسراً ماله | غيرك فيما بينهم من جابر |
عَفَوْتَ عن كبارهم تكرُّماً | وهذه من شيمَ الأكابر |
وقمت في الحكم مقام نامقٍ | وأنت أهدى لذوي البصائر |
فتارة ً تزجر في مواعظٍ | وتارة ً تطعن بالزواجر |
إذا هَزَزْتَ بالبنان قلماً | أغناك عن هزِّ الحسام الباتر |
هذا وأنتَ واحدٌ منفردٌ | تغني عن الألفِ من العساكر |
يريك رأيّ بشهاب فطنة | بواطن الأشياء كالظواهر |
ملكت باللُّطفِ رقاب عصبة ٍ | أمْنَع من لَيثٍ هصُور خادر |
فكم لكم حينئذ من حامد | وكم لكم يومئذٍ من شاكر |
عمَّرتموها فغدت عمارة ً | كما أردتم لمراد الخاطر |
فقلْ لمن يسأل عن تاريخها | قد عمِّرت أيامَ عبد القادر |