أيُّ جمع هذا وأيُّ اتّفاق
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيُّ جمع هذا وأيُّ اتّفاق | وصحاب أماجدِ ورفاقِ |
خالفوا داعي الشقاق وشقّوا | بالتئام منهم عصيَّ الشقاق |
كل فرد منهم من الفضل كنز | ليس يخشى الإملاق في الإنفاق |
أيّ ناد نادي الأجلّ شها | ب الدين بحر العلوم مفتي العراق |
لو أفيضت علومه في البرايا | شمل العالمين بالأغراق |
محرقٌ حجة الغياد ولا بدعَ | فإنَّ الشهاب للإحراق |
كاشف الغمِّ إنْ توالت غموم | فارج الهمِّ عند ضيق الخناق |
فإلى فضله تهادى المطايا | وإلى ربعه حنين النياق |
فهو إذا ذاك ملجأ الناس طراً | وأجلّ الورى على الإطلاق |
فتأمل فيما حوى اليوم ناديـ | ـه ففيه مكارم الأخلاق |
جمعوا بين شدة البأس في | الجدّ وفي الهزل رقة العشاق |
إنّما الساعة التي جمعتهم | جمعت لي محاسن الآفاق |
فغدت مثل روضة باكرتها | غاديات بالوابل المهراق |
فكأنَّ الحديث فيه مدام | حملتها إليَّ كفُّ الساقي |
مجلس ما انطوى على غير أنسٍ | وخلا من تحاسد ونفاق |
يا له مجلس بأحمد قد أشر | في الحسن غاية الإشراق |
دَبَّ فيه السرور من كلِّ وجه | بأديب الزمان عبد الباقي |
وتعالى إلى المعالي عليُّ | بالعوالي وبالسيوف الرقاق |
وعلا قدره بقدر عليٍّ | وتسامى فكان في الفخر راقي |
قلّد الناس أيدياً من نداه | فهي مثل الأطواق في الأعناق |
كم شكرنا غداة يقتسم الوفد | نداه مقسّم الأزرق |
أسْعد الله السعيد لديهم | كل عذب الكلام حلو المذاق |
فأراعوا هذا الزمان بجمع | لا أريعوا من بعدها بالفراق |