قلبٌ يذوب عليك وجدا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
قلبٌ يذوب عليك وجدا | وحشى ً توقَّدُ منك وقدا |
وجفون صبٍّ لا تزال | بهذه العَبرات تَنْدى |
من زفرة ٍ تحت الضلوع | تمدّ سيل الدمع مدّا |
يا قامة الغصن الرطيب | ومقلة َ الرَّشأِ المفدى |
وسيوف لحظك إنّها | قَد جاوزت في القتل حدّا |
ساعات بينك لا أزال | أعدُّها للهجر عدا |
وأقول هل يدنو الوصالُ | وتنجز الآمال وعدا |
ما لي مراحٌ من هواك | ولا لهذا الشوق مغدى |
كم عاذلٍ قد لامني | فسدَدتُ عنه السمع سدا |
وعصيت عذّالي عليك | وقلت للوام بعدا |
إنّي لأرعى عهدَ من | لم يرعَ لي في الحبّ عهدا |
يا ويح نفسي قد حفظتُ | وضيَّع الأحباب ودّا |
ولقد شربتُ هواهم | بالرُّوح قبل اليوم نقدا |
وفَقَدتُ صبري بعدهم | لا ذاق من أهواه فقدا |
وأنا الفداءُ لمالكٍ | بأجلّ من ولي الأمور |
كالغصن قدّاً والبنفسج | عارضاً والورد خدّا |
يا ظبي كم صرعت عيـ | ـونُك قبلَنا في الدهر أُسْدا |
ورَمَت فلم تُخْطِ الفؤاد | بسهم ذاك اللحظ عمدا |
وسقام هاتيك الجفون | لقد عداني بل تعدّى |
ولقد ذكرتك والهموم | تمرُّ بي عكساً وطردا |
والليل يقدح شهبه | في فحمة الظلماء زندا |
فقضت دموعي واجبا | في مثل ذكرك أنْ يؤدّى |
أحيَيْتُه بك حَسْرة ً | وقَضَيتُه أرقاً وسُهدا |
هزل اصطباري في جفاك | وعاد هزل الوجد جدا |
وألانني الدهر المشومُ | وهدَّني بالبين هدّا |
لولاك كنتُ على الزَّمان | كما يريدُ الحزمُ صلدا |
أمعذّبي من غير ذنبٍ | صبوة ً وجوى ً وصدّا |
أنتَ الذي أغويتني | حتّى رأيت الغيَّ رشدا |
وهواك أضناني فكـ | ـنتُ من الضنى عظماً وجلدا |
أطْلَقْتَ دمعي بعدما | قيَّدتني بالوجد قيدا |
وصَحِبتُ وجدي في هواك | فكان لي خصماً لدا |
تالله لا أجدُ المدامَ | لذيذة ً والعيش رغدا |
مذ قوَّضتْ عني الظعون | وأزمعتْ للبين سعدى |
فهناك أظفر بالمنى | وأفوزُ في جدواه قصدا |
حلو الفكاهة لو تذاق | وَجَدْتُهَا خمرا وشهدا |
وأروح أزجر طائراً | في أسعدِ الأمراء سَعْدا |
ما في الرجال نظيرُه | فيهم لهذا القرم ندا |
لا زال يُكْبِتُ حاسداً | في مجده ويغيظ ضدا |
فجواته وثوابه | قد أعجبا أخذاً وردا |
ومناقب مأثورة | نظمت بجيد الدهر عقدا |
وجادها حلاٌ وعقدا | |
بلغت به غاياتها | العليا ولم يبلغ أشدا |
حملتْ يداه كالغمامة | للنَّدى برقاً ورعداً |
فاستهدهِ في كلّ خير | إنَّه في الخير أهدى |
وبذلك الخلق الحميد | وسعته شكراً وحمدا |
الجامعُ الفضلَ الذي | أمسى وأصبح فيه فردا |
غمرَ العفاة بنائلٍ | منه إلى العافين يسدى |
من راح يُسقى من نداه | فلا أظن الدهر يصدى |
وإذا تصدَّى للجميل | فثقْ به فيما تصدّى |
يا من يُحيل سمومَها | إنْ شاءَ بعد الحرّ بردا |
كم بشّر استبشاره | بالرفد قبل النيل رفدا |
خُذها ولا الإبل الشوارد | بالثناءَ عليك تحدى |
فاهنأ بعيدٍ لا يزال | كما تؤمل مستجدا |
لا يحرمني منك ححظٌ | بالأبوَّة قد تردّى |
ولقد أساء بما جنى | حتى امتلتُ عليه حقدا |
أنّى وكيف وهل أرى | |
من كان حُرّ زمانه | كان الزمان عليه وغدا |