هَل عَرَفْت الديار من آل نُعمى
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
هَل عَرَفْت الديار من آل نُعمى | ومحلاً عفى لبين ألمّا |
تنكر العين بعد معرفة ٍ منـ | ها طلولا كأنّما كنَّ رقما |
فسقى الأرسم الدوارسَ دمعٌ | لم يغادر من أرسُم الدار رسما |
قد ذكرنا بها العصور الخوالي | عهد هندٍ ودار سعدى وسَلمى |
ووقوفي على المنازل ممّا | خضب الطرف بالنجيع وأدمى |
وأذاعت سرَّ الهوى عبراتٌ | هي لا تستطيع للحب كتما |
يوم هاجت بالإدكار قلوباً | أصبحت من صوارم البين كلمى |
أين أيامنا وتلك التصابي | صرمتها أيدي الحوادث صرما |
يا ابن ودّي إنّ المودة عندي | أن أرمى بما أنت ترمى |
أفتروى وما تبلّ غيلاً | مهج يا هذيم بالوجد تظما |
سلبت صحَّتي مراض جفون | ماكستني إلاّ غراماً وسقما |
حكمت بالهوى على دنف القـ | لب وأمضيت على الميتم حكما |
وبنفسي عدل القوام ظلوم | مااتّقى اللهف دم طلَّ ظلما |
لا تلمني على هواه فلا أسـ | ـمع عَذلاً ولا أعي منك لوما |
ظغن الظاعنون فاستمطر الـ | دمع فؤادي سحّاً عليهم وسجما |
أعِدُ النفس منهم بالأماني | وأعدُّ الأيام يوماً فيوما |
أنصِفونا من هجركم بوصول | أنا راضٍ منكم بحتّى ولمّا |
وهبوا النوم أن يمرّ بجفني | فلعلّ الخيال يطرق نوما |
رب ليل قطعته بمليح | أشْهَدَ البدر من محيّاه تمّا |
وإذا وسوست شياطين هم | رجمتها شهب المدامة رجما |
فكأنَّ الهلالَ نصفُ سوارٍ | والثريا كانها قرط أسما |
بِتَّ حتى انبلج الصبح منه | أرشف الراح من مراشف ألمى |
ذاك عيش مضى ولهو تقضّى | أبدل الجهل بالتصرم حلما |
ذقت طعم الحياة حلواً ومراً | وبلوت الزمان حرباً وسلما |
وتحنكت بالتجارب حتى | كشفت لي عن كلِّ امرٍ معمّى |
قد تقلَّبُ في البلاد طويلاً | وقتلت الخطوب عزماً وحزما |
لم يطش لي سهم إذا أنا سـ | دَّدتُ إلأى غابة المطالب سهما |
لي بآل النّبي كلّ قصيدٍ | أسمعت بالفخار حتى الأصمّا |
حجج تفحم المجادل فيها | وتردّ الحسّاد صمّاً وبكما |
وإذا عاند المعاند يوماً | أرغمت أنفَ من يعاند رغماً |
سرّني في الأشراف نجل عليّ | وهو عبد الرحمن فضلاً وفهما |
علويٌّ يريك وجهاً حييّاً | وفؤاداً شهماً وأنفاً أشما |
ناشئ بالتقى على صهوات الـ | ـخيل عزّاً وفي المدارس علما |
طائع خاشع تقيٌّ نقيٌّ | ينقضي دهره صلاة وصوما |
بأبي الناسك الأبيَّ فلا يحـ | مل وزراً ولا يُحَمَّل ضيما |
كم رمى فكره دقيق المعاني | فأصاب المرمى البعيد وأصمى |
لا ترى في الإنجاب أثقب زنداً | منه في صحبه وأبعد مرمى |
عنصر طيب وأصل كريم | وجميل قد خصّ منهم وعمّا |
سادة أشرف الأنام نجاراً | ثم أذكى أباً وأطهر أمّا |
شرَّف الله ذاتهم واجتباهم | واصطفاهم على البرّية قوما |
لا يزالون يرفعون بيوتاً | للمعالي لا تقبل الدهر هدما |
ستخفّ الجبالَ منهم حلومٌ | طالما استنزلت من الشمّ عصما |
وإذا اعتلت العلاء بداءٍ | حسموا داءها على الفور حسما |
وعلى سائر البرية فضلاً | سال سيل النوال منهم فطمَّا |
قسموا العمر للعبادة قسماً | منذ عاشوا وللمكارم قسما |
شربوا خمرة المحبّة في الله | وفضّوا عنها من المسك ختما |
وسرت من وجودهم نفحات | كنّ روح الوجود إن كان جسما |
تنجلي فيهم الكروب إذا ما | لُحْنَ غُبراً أنّى يَلُحْنَ وَقُتْما |
ما تجلّت وجوههم قط إلاّ | وجَلَت ليل خطبها المدلهمّا |
هِمَمٌ في بني النبيّ كفتنا | من جميع الأمور ما قد أهمّا |
يا ابن من لا تشير إلاّ إليه | أنمل العزّ إن أشار وأومى |
يا عليّ الجناب وابن عليّ | طابق الإسم بالصفات المسمى |
رضي الله عنكم من أناسٍ | شيّدوا للعلى مناراً وإسما |
أوجبت مدحكم عليَّ أيادٍ | في زمان من حقّه أنْ يذمّا |
أبتغي الفوز بالثناء عليكم | وأراه فيما أحاول غنما |
حيث أمحو وِزراً وأثبت أجراً | فائزاً بالمنى وأمحق إثما |
والقوافي لولا جزيل عطاياك | شكتنا بفقدها الأهل يتما |
قد تحلّت بكم فكنتم حلاها | وحلت في الأذواق نثراً ونظما |
وإليكم غرّ المناقب تعزى | وإليكم جلّ المكارم تنمى |
مااستطاع الإنكار منهنّ شيئاً | حاسدٌ عن محاسن الصبح أعمى |