وكان عليك أن تختار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وكان عليكَ أن تمضي | طويلاً مثلما الأشجارْ | جميلاً مثلما الأمطارْ | وكان عليكَ أن تختارَ | هذا الدربَ أن تختارْ | / هنا داري | سقيتُ الكرمةَ الأولى | وكنتُ الأرضَ والميلادْ | هنا غنيتُ آلافاً من المراتْ .. | هنا نامتْ على زندي | عيونُ الفجر في حيفا | وكانت دائماً حيفا | تخبئني بعينيها | وتنشدُ أجملَ الأشعارْ / | وكانَ عليكَ أن تختارَ | أن تختارْ | طلوع الفجرِ | أغنيةَ الربيعِ الحلوِ .. أن تمضي | إلى يافا .. | إلى حيفا .. | وكانت أرضك السمراءْ | تزيح القلب تسكبهُ | على خطواتكَ البيضاءْ | على خطواتك الحمراءْ | والحمراءِ .. والبيضاءْ | / سلاماً يا جذور القلبِ | يا وجهي | وتاريخي | وكلّ غدي | سلاماً كيف حال الدار في حيفا | وكيف الدرب والتذكار في يافا | سلاماً يا نهار القلبِ في صفدِ | سلاماً يا جذورَ العمرِ يا بلدي / | وكان عليكَ أن تمضي | وأن تمضي | يداكَ قوافلُ المطرِ | خطوط جبينكَ المشدودِ | قاماتٌ من الشجرِ | وبينَ الصدرِ والصدرِ | يجيء الزعتر البلديُّ والزيتونُ | مشتاقاً .. | ومنهدّاً من الأسرِ | وكنت تريد أن تمضي | وأن تمضي | وأن تمضي | / هي الأرض التي شدّتْ على قلبي | وكانت عرسيَ الأبديَّ | من دربٍ .. إلى درب | هي الأرض .. التي شدّتْ / | * * * | هنا حيفا | أحدّثكم عن الوجه الذي صلى على كتفي | عن الصخرهْ | عن الزهرهْ | أحدّثكم عن الجمرهْ | رصاصات يوزّعها .. | توزّعهُ … | وكان عليهِ أن يختارَ | أن يختارْ | أراهُ الآنَ في صدري | وفي صوتي | طويلاً مثلما الأشجارْ | جميلاً مثلما الأمطارْ | * * * | هنا عكا / | يمرُّ .. ومرَّ في قلبي | يلوّنُ فجرنا القادمْ | بكلِّ مواسمِ الشمسِ | وما زالت يداه هنا | على حجرٍ | وفي حجرٍ | وفي كلّ الزنودِ السمرِ ترفعهُ | ويرفعها | ويطلعُ صوتهم .. قاومْ .. | ويكبر صوتهمْ .. قاومْ .. | * * * | / هنا الضفهْ / | أحدثكمْ | عن الأرض التي شربت حدودَ القلبِ وانتشرت على | زنديهْ .. | وكان يلمّ أغنية عن الأشجار يطبعها على | شفتيهْ .. | أحدثكم … | رأيت الفجر مرسوماً وكان يطلّ من | عينيهْ … | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (طلعت سقيرق) .