ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ظعنتُ وودّعتُ الخليطَ اليمانيا | سُهَيْلاً وَآذَنَّاهُ أنْ لاَ تَلاَقِيا |
وَكُنَّا بِعُكَّاشٍ كَجَارَيْ جَنَابَة ٍ | كفيئينِ زادا بعدَ قربٍ تنائيا |
وَكُنْتُ كَذي دَاءٍ وَأنْتَ دَوَاءُهُ | فَهَبْنِي لِدَائِي إذْ مَنَعْتَ شِفَائِيا |
شِفَائِيَ أنْ تَخْتَصَّنِي بِكَرَاهَة ٍ | وَتَدْرَأَ عَنِّي الْكَاشِحِينَ الأَعَادِيا |
فَإلاَّ تَنَلْنِي مِنْ يَزِيدَ كَرَامَة ٌ | أولِّ وأصبحْ منْ قرى الشّامِ خاليا |
وأرضى بأخرى قدْ تبدّلتُ إنّني | إذا ساءني وادٍ تبدّلتُ واديا |
وإلفٍ صبرتُ النّفسَ عنهُ وقدْ أرى | غداة َ فراقِ الحيِّ ألاّ تلاقيا |
وقدْ قادني الجيرانُ حينًا وقدتهمْ | وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا تَحِنُّ جَمَالِيا |
رجاؤكَ أنساني تذكّرَ إخوتي | وَمَالُكَ أنْسَانِي بِوَهْبِينَ مَالِياً |
وخصمٍ غضابٍ ينفضونَ لحاهمُ | كنفضِ البراذينِ الغراثِ المخاليا |
لدى مغلقٍ أيدي الخصومِ تنوشهُ | وَأَمْرٍ يُحِبُّ الْمَرْءُ فِيهِ الْمَوَالِيا |
دَلَفْتُ لَهُمْ بَعْدَ الأَنَاة ِ بِخُطَّة ٍ | ترى القومَ منها يجهدونَ التّفاديا |
فَبِتُّ وَبَاتَ الْحَاطِبَانِ وَرَاءَهَا | بجرداءَ محلٍ يألسانِ الأفاعيا |
فَمَا بَرِحَا حَتَّى أجَنَّا فُرُوجَهَا | وضمّا منَ العيدانِ رطبًا وذاريا |
إذَا حَمَّشَاهَا بالْوَقُودِ تَغَيَّظَتْ | على اللّحمِ حتّى تتركَ العظمَ باديا |
خليلة ُ طرّاقِ الظّلامِ رغيبة ٌ | تلقّمُ أوصالَ الجزورِ كما هيا |
وَقِدْرٍ كَرَأْلِ الصَّحْصَحَانِ وَئِيَّة ٍ | أنَخْتُ لَهَا بَعْدَ الْهُدُوِّ الأثَافِيَا |
بِمُغْتَصَبٍ مِنْ لَحْمِ بِكْرٍ سَمِينَة ٍ | وقدْ شامَ ربّاتُ العجافِ المناقيا |
وأعرضَ رملٌ منْ عنيّسَ ترتعي | نعاجُ الملا عوذًا بهِ ومتاليا |
أبَا خَالِدٍ لاَ تَنْبِذَنَّ نَصَاحَة ً | كَوَحْيِ الصَّفَا خُطَّتْ لكُمْ في فُؤَادِيا |
فَنُورِثُكُمْ إنَّ التُّرَاثَ إلَيْكُمُ | حَبِيبٌ مَرَبَّاتِ الْحِمَى فَالْمَطَالِيا |