وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ، | وبنُورِ بَهجَتِهِ، ونَوْرِ وُرُودِهِ |
وبحُسنِ مَنظَرِهِ وطيبِ نَسيمِهِ، | وأنيقِ ملبسهِ ووشي برودهِ |
فصلٌ، إذا افتخرَ الزمانُ، فإنهُ | إنسانُ مُقلَتِهِ، وبَيتُ قَصيدِهِ |
يُغني المِزاجَ عن العِلاجِ نَسيمُهُ، | باللطفِ عندَ هبوبهِ وركودهِ |
يا حبذا أزهارهُ وثمارهُ، | ونباتُ ناجمهِ، وحبُّ حصيدهِ |
وتَجاوُبُ الأطيارِ في أشجارِهِ، | كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عُودِهِ |
والغصنُ قد كُسِيَ الغَلائلَ، بعدَما | أخَذَتْ يَدا كانونَ في تَجرِيدِهِ |
نالَ الصِّبَا بعدَ المَشيبِ، وقد جَرَى | ماءُ الشبيبة ِ في منابتِ عودهِ |
والوردُ في أعلى الغصونِ، كأنهُ | ملكٌ تحفّ بهِ سراة ُ جنودهِ |
وكأنما القداحُ سمطُ لآلىء ٍ، | هو للقضيبِ قلادة ٌ في جيدهِد |
والياسَمينُ كعاشِقٍ قد شَفّهُ | جورُ الحبيبِ بهجرهِ وصدودهِ |
وانظرْ لنرجسهِ الشهيّ كأنهُ | طرفٌ تنبيهَ بعدَ طولِ هجودهِ |
واعجبْ لأذريونهِ وبهارهِ، | كالتبر يزهو باختلافِ نقودهِ |
وانظُرْ إلى المَنظُومِ من مَنثُورِهِ، | متنوعاً بفصولهِ وعقودهِ |
أو ما ترى الغيمَ الرقيقَ، وما بدا | للعَينِ من أشكالِهِ وطُرُودِهِ |
والسّحبُ تَعقُدُ في السّماءِ مآتماً، | والأرضُ في عُرسِ الزّمانِ وعيدِهِ |
ندبتْ فشقّ لها الشقيقُ جيوبهُ، | وازرَقّ سَوسَنُها للَطمِ خُدودِهِ |
والماءُ في تيارِ دجلة َ مطلقٌ، | والجِسرُ في أصفادِهِ وقُيُودِهِ |
والغيمُ يحكي الماءَ في جريانهِ، | والماءُ يحكي الغيمَ في تجعيدهِ |
فابكُرْ إلى رَوضٍ أنيقٍ ظِلُّهُ، | فالعيشُ بينَ بسيطهِ ومديدهِ |
وإذا رأيتَ جَديدَ روضٍ ناضرٍ، | فارشفْ عتيقَ الراحِ فوقَ جديدهِ |
من كفّ ذي هيفٍ يضاعفُ خلقُه | سُكرَ المُدامِ بشَدوِهِ ونَشيدِهِ |
صافي الأديمِ تَرَى ، إذا شاهَدتَهُ، | تِمثالَ شَخصِكَ في صَفاءِ خُدودِهِ |
وإذا بَلَغتَ من المُدامَة ِ غايَة ً، | فأقلِلْ لتُذكي الفَهمَ بعدَ خُمودِهِ |
إنّ المُدامَ، إذا تَزايَدَ حَدُّها | في الشّربِ، كان النّقصُ في محدودِهِ |