حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
حويتَ الحمدَ إرثاً واكتسابا، | وفُقتَ النّاسَ فَضلاً وانتِسابَا |
فكيفَ رَضيتَ أن أشكوكَ يوماً، | وأغلظ في الكتابِ لكَ العتابا |
أزجي الكتبَ من فذٍ ومثنى ً، | فلَستَ تُعيدُ عن خَمسٍ جَوابَا |
وأحسَبُ عَدّها ببَنانِ كَفّي، | كذلكَ شأنُ من عملَ الحسابا |
فكمْ أوليكَ وداً واعتقاداً، | فتُوليني صُدوداً واجتنابَا |
هدَمتَ القَلبَ ثمّ سكَنتَ فيهِ، | فكَيفَ جعَلتَ مَسكنكَ الخَرابَا |
فزرنا إنّ مجلسنا أنيقٌ، | يَكادُ يُعيدُ مَنظَرُهُ الشّبابَا |
يُقابِلُهُ بُخارِيٌّ تَلَظّى ، | فتحسبُ حرّ آبٍ منهُ آبا |
له تاجٌ يركَ النارَ تجلَى ، | وتَنظُرُ للدّخانِ بِهِ احتِجابَا |
فوِلدانٌ تُديرُ بذا مُداماً، | وغِلمانٌ تُديرُ بذا كِتَابَا |
ولَيلَتُنا شَبيهُ الصّبحِ نُوراً، | وقد عَقَدَ البَخورُ بها ضَبَابَا |
كأنّ ظَلامَها بالشّمعِ فَودٌ، | وقد وخطَ القتيرُ به، فشابَا |
ويرفدُ ضوءَ شمعتنا غلامٌ | لها في اللّيلِ تَحسَبُهُ شِهابَا |
تقاصرَ دونها قداً، وقدراً، | وجاوزها ضياءً والتهابَا |
إذا اقتَسَمَ العَقائرَ مَن لَدَيها، | جعَلنا اسمَهُ الشّحمَ المُذابَا |
وقهوتنا من المطبوخِ حلٌّ، | إذا رُعيَ الفقيهُ لها أجابا |
تجلتْ في الزجاجِ بغيرِ خدرٍ، | وصَيّرَتِ الحَبابَ لها نِقابَا |
ولمّا ساقنا نظمٌ بديعٌ، | يَسرّ النّفسَ خَطّاً، أو خِطابَا |
جَعَلنا الماءَ شاعرَنا، فلَمّا | جرت في فكرهِ نظمَ الحبابا |
فزرنا تكملِ اللذاتُ فينا، | ولا تفتحْ لنا في العتبِ بابا |
ولا تَجعَلْ كلامَ الضّدّ عُذراً، | تَصُدّ بهِ الأحبّة َ والصّحابَا |
فإنّ الراحَ للأرواحِ روحٌ، | إذا حضرتْ لدفعِ الهمّ غابا |
ومثلُكَ لا يُدَلّ على صَوابٍ، | وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ الصّوابَا |