ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ألا قلْ لشرّ عبيدِ الإلـ | ـهِ وطاغي قريشٍ وكذابِها |
وباغي العِبادِ وباغي العِنادِ، | وهاجي الكِرامِ ومُغتابِها |
أأنتَ تفاخرُ آلَ النبي | وتَجحدُها فَضلَ أحسابِها |
بكمْ باهلَ المصطفى أمْ بهمْ | فردَّ العداة َ بأوصابها |
أعَنكُمْ نَفَى الرِّجسَ أم عَنهمُ | لطهرِ النفوس وألبابِها |
أما الرِّجسُ والخَمرُ من دابِكم، | وفرطُ العبادة ِ من دابِها |
وقلتَ ورِثنا ثيابَ النّبيّ، | فكَمْ تَجذبِونَ بأهدابِها |
وعندَكَ لا يُورِثُ الأنبياءُ، | فكَيفَ حَظيتُمْ بأثوابِها |
فكَذّبتَ نَفسَكَ في الحالَتَينِ، | ولم تعلمِ الشهدَ من صابِها |
أجَدُّكَ يَرضَى بما قُلْتَهُ، | وما كانَ يوماً بمرتابِها |
وكانَ بصفينَ من حزبهمْ، | لحربِ الطغاة ِ وأحزابها |
وقد شمرَ الموتُ عن ساقِهِ، | وكشرتِ الحربُ عن نابِها |
فأقبلَ يدعو إلى حيدرٍ، | بإرغابِها وبإرهابِها |
وآثَرَ أن تَرتَضيهِ الأنامُ | منَ الحكمينِ لأسبابِها |
ليُعطي الخِلاَفَة َ أهلاً لها، | فلَمْ يَرتَضوهُ لإيجابِها |
وصلذى مع الناسِ طولَ الحياة ِ، | وحيدَرُ في صَدرِ مِحرابِها |
فهَلاّ تَقَمّصَها جَدُّكم، | إذا كان، إذْ ذاك أحرَى بِها |
لِذا جُعِلَ الأمرُ شُورى لهم، | فهل كانَ من بعضِ أربابِها |
أخامِسَهُمْ كانَ أمْ سادِساً، | وقد جلبتْ بينَ خطابِها |
وقولكَ أنتمْ بنو بنيهِ | ولكن بَنو العَمّ أولى بِها |
بنو البنتِ أيضاً بنو عمّهِ، | وذلِكَ أدنَى لأنسابِها |
فدَعْ في الخلافة ِ فَصلَ الخِلافِ، | فليستْ ذلولاً لركابِها |
وما أنتَ والفَحصَ عن شانِها، | وما قَمّصوكَ بأثوابِها |
وما ساورتكَ سوء ساعة ٍ، | فَما كنتَ أهلاً لأسبابِها |
وكيفَ يخصّوكَ يَوماً بِها | ولمْ تتأدّبُ بآدابِها |
وقلتَ بأنّكُمُ القاتِلونَ | أسودَ أمية َ في غابِها |
كذَبَتَ وأسرَفتَ فيما ادّعَيتَ، | ولم تنهَ نفسكَ عن عابِها |
فكَم حاوَلَتها سَراة ٌ لَكُمْ، | فردتْ على نكصِ أعتابِها |
ولولا سيوفُ أبي مسلمٍ | لعزتْ على جهدِ طلابِها |
وذلكَ عَبدٌ لهمْ لا لَكُمْ، | وسَعيِ السُّقاة ِ بأكوابِها |
وكنتُم أسارى بَبطنِ الحُبوسِ، | وقد شفكم لثمُ أعقابِها |
فأخرَجَكُمْ وحَباكُمْ بِها | وقَمّصَكُم فَضَل جِلبابِها |
فجازَيتموهُ بشرّ الجزاءِ، | لطَغوى النّفوسِ وإعجابِها |
فدَعْ ذكرَ قومَ رَضوا بالكَفافِ، | وجاؤوا الخِلافَة َ مِن بابِها |
همُ الزّاهدونَ، همُ العابدونَ، | هُمُ السّاجدونَ بمِحرابِها |
هُمُ الصّائمون، هُمُ القائمون، | هُمُ العالمون بآدابِها |
همُ قطبُ ملة دينِ الإلهِ، | ودورُ الرّحَى حولَ أقطابِها |
عليكَ بلهوكَ بالغانياتِ، | وخَلِّ المَعالي لأصحابِها |
ووصفِ العذارِ وذاتِ الخمارِ، | ونعتِ العقارِ بالقابِها |
فذلك شأنُكَ لا شأنُهُمْ، | وجَرْيُ الجِيادِ بأحسابِها |