سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
سفحَ المزاجُ على حميا الكاسِ، | وسعى يطوفُ بها على الجلاسِ |
ساقٍ، فلو طرحَ المدامَ لأسكرتْ | صَهباءَ فاترِ طرفِهِ النّعاسِ |
سكرانُ من خَمرِ الدّنانِ كأنّما | عبثَ النسيمُ بقدهِ المياسِ |
سالَ العِذارُ على أسيلِ خُدودِهِ، | فغَدا يُسَيّجُ وردَها بالآسِ |
ساوَى الرّفاقَ بشُربِها، حتى إذا | ثملَ المديرُ، وغابَ رشدُ الحاسي |
سكنتْ مقرّ عقولهم، وتمكنتْ، | فغَدَتْ توَسوِسُ في صُدورِ النّاسِ |
سفرتْ فكانتْ تحتَ جلبابِ الدجى ، | تُغني عن المِصباحِ والمِقباسِ |
سلتْ عليها للمزاجِ صوارمٌ، | لتروضَ منها الخلقَ بعدَ شماسِ |
سَلِّ النّفُوسَ بقَهَوة ٍ دَيرِيّة ٍ، | كالشّمسِ تُشرِقُ في يَدِ الجُلاّسِ |
سمها، ولا تبخل، إذا تجلو بها | خَوفاً منَ الإقتارِ والإفلاسِ |
سمح كفوفكَ في الشراءِ، فرأينا | ثَقلُ الكؤوسِ وخفّة ُ الأكياسِ |
سابق إلى جناتِ عدنٍ قد بدتْ | أزهارُها بغرائبِ خيرَ لباسِ |
سَكِرَتْ قدودُ غصونِها فتَرنّمَتْ | ورقُ الحمامِ بأطيبِ الأنفاسِ |
سجَعَتْ، فخِلنا الطّوقَ في أعناقِها | من ابنِ أرتُقَ في رِقابِ النّاسِ |
سلطانُ عدلٍ بل خليفة ُ منصبٍ، | أحيَتْ مَناقبُهُ بَني العَبّاسِ |
سَقِمَتْ بهِ مُهَجُ العُداة ِ، وطالَما | سَقِم الزّمانُ وكانَ نِعمَ الآسِي |
سيفٌ أعزّ الدّينَ بَعدَ هَوانِهِ، | فبدتْ رسومُ ربوعهِ الأدراسِ |
سارتْ لخسفِ الأرضِ قبُّ جيادهِ، | فأمَدّها مِن حِلمِهِ بِرَواسِ |
سهلُ الخلائقِ لينٌ عندَ الندى ، | لكنهُ عندَ الشدائدِ عاسِ |
سبقتْ عطاياهُ السؤالَ، فمالهُ | في مأتمٍ، والناسُ في أعراسِ |
سنّ المواهبَ، والجهادَ، فدهرهُ | يومانِ: يومُ قرى ً ويومُ قراسِ |
سعيٌ أساسُ المجدِ منهُ ثابتٌ، | والمَجدُ لا يُبنَى بغَيرِ أساس |
سَهَدتَ، نجمَ الدّينِ، طرفَكَ للعلى ، | فحَفِظتَ دوحَتَها مِنَ الإيباسِ |
سُرّتْ بسَعِيكَ، واطمأنتْ أنفسٌ | كانَتْ مِنَ الأيّامِ في وَسواسِ |
سَعِدَتْ بكَ الدّنيا، وعادَ نِفارُها، | مِن بَعدِ وحشَتِها، إلى الإيناسِ |
سدْ في الأنامِ، فلا برحتَ مؤملاً | تسوي الخَلائقَ في النّدى وتُواسِي |
سمحُ الأكفَ ترومُ نائلَك الوَرى ، | وتخافكَ الآسادُ في الأخياسِ |
سَعدٌ أتاكَ من الإلَهِ مؤيَّد، | فاخلُد، ودُمْ في نِعمَة ٍ وغِراسِ |