صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
صالَ فينا الرّدى جهاراً نهاراً، | فكأنّ المنونَ تطلبُ ثارَا |
كلما قلتُ يستتمّ هلالٌ، | سلَبَتنا أيدي الرّى أقمارَا |
يا لَقَومي! ما إن وَجدتُ من الخَطـ | ـبِ مَحيداً، ولا علَيهِ انتِصارَا |
كلَّ حينٍ ألحَى الخطوبَ على فقـ | ـدِ حَبيبٍ، وأعتبُ الأقدارا |
يا هلالاً لمّا استتمّ ضياءً، | قد أغارتْ فيهِ المنونُ، فغارَا |
قمرٌ أسرعتْ لهُ الأرضُ كسفاً، | وكذا الأرضُ تكسفُ الأقمارَا |
أذهلَ العقلَ رزؤهُ، فترَى النّا | سَ سكارَى وما همُ بسكارَى |
ما رأينا من قَبلِ رُزئِكَ بَدراً | جعل المكثَ في الترابِ سرارا |
كنتُ أدري أنّ الزّمانَ، وإن أسْـ | ـعفَ بالصفو يحدثُ الأكدارَا |
غيرَ أنّي غُررتُ أن سوفَ تَبقى ، | فلقد كنتَ كوكباً غرارَا |
يا قَضيباً ذَوى ، وصَوّحَ لمّا | أظهرَ الزهرُ غصنهُ والثمارَا |
قد فَقَدنا من طيبِ خُلقِكَ أُنساً | علمَ النومَ عن جفوني النفارَا |
خُلُقاً يُشبِهُ النّسيمَ، ولُطفاً | سلَبَ الماءَ حُسنَه، والعُقارَا |
أيها النازحُ الذي ملأ القلـ | ـبَ بأحزانِهِ، وأخلى الدّيارَا |
لستُ أختارُ بَعدَ بُعدِكَ عَيشاً، | غَيرَ أنّي لا أملِكُ الإختيارَا |
كلّما شامَ برقَ مَغناكَ قَلبي، | أرسلتْ سحبُ أدمُعي أمطارَا |
وإذا ما ذكرتُ ساعاتِ أُنسي | بككَ أذكَى التّذكارُ في القلبِ نارَا |
فكأنّ التذكارَ حجّ بقلبي، | فهوَ بالحزنِ فيهِ يَرمي الجِمارَا |
فسأبكيكَ ما حَييتُ بدَمعٍ، | لا تُقالُ الجُفونُ منهُ عِثارَا |
ليسَ جهدي من بعدِ فقدِك إلاّ | أرسلَ الدمعَ فيكَ والأشعارَا |