ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ترى سكرتْ عطفاهُ من خمرِ ريقهِ، | فماسَتْ به، أم من كؤوسِ رَحيقِهِ |
مليحٌ يغيرُ الغصنَ عندَ اهتزازهِ، | ويُخجِلُ بَدرَ التّمّ عندَ شُرُوقِهِ |
فَما فِيهِ شيءٌ ناقِصٌ غَيرَ خَصرِهِ؛ | ولا فِيهِ شيءٌ بارِدٌ غَيرَ رِيقِهِ |
ولا ما يسوءُ النفسَ غيرُ نفارهِ، | ولا ما يرعُ القلبَ غيرُ عقوقهِ |
عجبتُ له يبدي القساوة َ عندما | يُقابِلُنِي من خَدّهِ برَقيقِهِ |
ويلطفُ بي من بعدِ إعمالِ لحظهِ، | وكيفَ يُرَدّ السّهمُ بعدَ مُروقِهِ |
يقولونَ لي، والبدرُ في الأفقِ مشرقٌ: | بذا أنتَ صبٌّ؟ قلتُ: بل بشقيقهِ |
فلا تنكروا قتلي بدقة ِ خصرهِ، | فإنّ جَليلَ الخَطبِ دونَ دَقيقِهِ |
ولَيلَة َ عاطاني المُدامَ، ووجهُهُ | يرينا صبوحَ الشربِ حالَ غبوقِهِ |
بكأسٍ حكاها ثَغرُهُ في ابتِسامَة ٍ، | بما ضَمّهُ من دُرّهِ وعَقيقِهِ |
لقد نلتُ، إذ نادمتُهُ، من حديثهِ | من السكرِ ما لا نلتهُ من عقيقهِ |
فلَم أدرِ من أيّ الثّلاثَة ِ سَكرَتي، | أمنْ لحظهِ أم لفظهِ أم رحيقهِ |
لقد بعتهُ قلبي بخلوة ِ ساعة ٍ، | فأصبحَ حَقّاً ثابتاً مِن حُقوقِهِ |
وأصبَحتُ نَدماناً على خُسرِ صَفقَتي، | كذا من يبيعُ الشيءَ في غيرِ سوقهِ |