مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مَن لصَبٍّ أدنَى البعادُ وفاتَه، | إذ عَداهُ وصلُ الحَبيبِ وفاتَه |
فاتَهُ من لِقا الأحبّة ِ عَيشٌ، | كان يخشَى قَبلَ الوَفاة ِ فَواتَه |
كان ثبتاً قبلَ التفرقِ لكنْ | زَعزَعَتْ روعة ُ الفراقِ ثَباتَه |
سرَّهُ جمعُ شملِهِ بلقاهم، | فقضَى حادثُ الزّمانِ شَتاتَه |
ما عصَى الحبَّ، حينَ أطنبتِ الوا | شونَ فيهم، ولا أطاعَ وشاتَه |
سرَّهُ ذكرُهم، وقد ساءَه اللو | مُ، فأحياهُ عَذلُهم وأماتَه |
أظهروا لي تملقاً واكتئاباً | هو عندي تهكمٌ، وشماتَه |
فصَمتْ شدّة ُ الهمومِ عُرى القلـ | ـبِ وأصدى مرأى العدى مرآته |
كيفَ تَفري الهمومُ حدَّ اصطباري | بعدما فلتِ الخطوب شباتَه |
كنتُ مستنصراً بأسيافِ صبري، | فنَبَتْ بعدَ فُرقَة ِ ابنِ نُباتَه |
فاضلٌ ألّفَ الفَصاحَة َ والعِلـ | ـمَ وضمتْ آراؤهُ أشتاتَه |
وهَبَتهُ العَلياءُ هّبة َ قَلبٍ | طهرتْ من شوائبِ العيبِ ذاتَه |
ربّ شعرٍ لم يتّبعْ ما روى الغا | وونَ لكن بالفضلِ يهدي غواتَه |
ومعانٍ تضيءُ في قالبِ اللفـ | ـظِ، فيجلو مصباحُها مشكاتَه |
وإذا هذّبَ الرواة ُ قريضاً | فيهِ قد هَذّب القَريضُ رُواتَه |
صارمٌ في معاركِ اللفظِ والفضـ | ـلِ حمدنا انغمادَه وانصلاتَه |
قد سبَرْنا حدّيه في النّظمِ والنّثـ | تر، فكانتْ بتاكة ً بتاتَه |
يا جمالَ الدينِ الذي أحرزَ السّبـ | ـقَ، ولا يُعثِرُ الجيادُ أناتَه |
أنتَ قوتُ القلوبِ لو كنتَ أعطَيـ | ـتَ لحبً من أنسكم ما فاتَه |
ورسولٌ منكم تعَجّبتُ منهُ | حينَ حانَتْ منّي إليهِ التفاتَه |
جاءَ يهدي لى الصحابِ طروساً | ليسَ للعَبدِ بَينَهنّ حُتاتَه |
فتأملتُ في يديهِ خطوطاً | أذكرتني من ربّها أوقاتَه |
لو بعثتم للعبدِ فيها سحاة ً | لأعادَتْ، بعدَ المَماتِ، حَياتَه |
فتَفَضّلْ بالأُنسِ واهدِ إلى عَبـ | ـدِكَ من مسكِكَ الزّكيّ فتاتَه |
لكَ من وافرِ العلوم نِصابٌ، | فاجعَلِ الرّدّ للجَوابِ زَكاتَه |