أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أغارَ الغيثَ كفكَ حينَ جادا، | فأفرطَ في تواترهِ وزادا |
أظُنُّ الغَيثَ يَحسُدُنا علَيه. | فيمنعُ من زيارتكَ العبادَا |
همى فرأيتُ منهُ السحّ شحاً، | سحاباً ما عهدتُ بهِ العهادا |
إذا رُمنا لحَضرَتِكَ ازدِياداً، | نوهمُ أننا رمنا ازديادا |
أعادَ الأرضَ في صَفَرٍ رَبيعاً، | وكانَ رَبيعُنا فيها جُمادَى |
وما باراكَ في فَضلٍ بهَطلٍ، | ولكن زادَنا فيكَ اعتقادَا |
وكيفَ يَرومُ أن يحكيكَ جُوداً، | بفرطِ الهطلِ، أو يدعى جوادا |
وأنتَ وقد أفدتَ ضحوكَ ثغرٍ، | ويَبدو بالبُكاءِ، وما أفادَا |
وأينَ الغَيثُ من إنعامِ مَولًى ، | يُنَوَّلُ كلَّ قَلبٍ ما أرادَا |
أغرُّ تراهُ أعلى الناسِ نقداً، | إذا ما رُمتَ للنّاسِ انتِقادَا |
قليلُ الغمضِ في طلبِ المعالي، | ومَن عَشِقَ العُلى هجرَ الوِسادا |
إذا عَصَفَتْ بهِ النّكباءُ عاسٍ، | وإن هزتهُ ريحُ المدحِ مادا |
يعيدُ الفضلَ عوداً بعدَ بدءٍ، | ويُنكِرُ فهمَهُ اللّفظَ المُعادَا |
تصرفُ كفهُ اليمنى يراعاً، | بهِ راعَ العِدى ، ورَعى البلادَا |
ترى الأسيافَ قد مطرتْ نجيعاً، | إذا أوداجهُ قطرتْ مدادا |
خَفيُّ الكَيدِ تَعرِفُهُ المَنايا، | إذا ما أنكرَ السيفُ النجادا |
بنفثٍ علمَ الأفاعي، | وجَرْيٍ عَلّمَ الجَرْيَ الجِيادَا |
يكونُ لساعدِ العَلياءِ زَنداً، | ونارُ الحربِ إن وقدتْ زنادا |
يرينا أوجهَ الآمالِ بيضاً، | غذا مجتْ مشافرهُ السوادا |
يظنّ إذا امتطى خمساً لطافاً | لعدّتِهِ ارتَقَى سَبعاً شدادَا |
ولم أرَ قَلبَهُ قَلَماً نحيفاً، | يكونُ لبيتِ مكرمة ٍ عمادا |
شِهابَ الدّينِ قد أطلَقتَ نُطقي، | وصَيّرتَ المَكارِمَ لي صِفادَا |
أقمتَ لصنعة ِ الإنشاءِ سوقاً، | وكانَتْ قَبلُ شاكية ً كَسادَا |
وزِدتَ رَفيعَ مَنصِبِها سَداداً، | وكانَ سِواكَ من عَوَزٍ سِدادَا |
بفَضلٍ يُخجلُ السُّحبَ الغوادي، | ولَفظٍ يَفجُرُ الصُّمّ الجِلادَا |
رفعتُ إليكَ يا مولايَ شعري، | لأخطبَ من مكارمكَ الودادا |
وحَظّي من وِدادِكَ غَيرُ نَزرٍ، | ولكني أؤملُ أن أزادا |
وأسألُ منكَ أن تَعفُو وتُعفي | مُحبّكَ من إجابَتِه اعتِقادَا |
فيعفيني قبولكَ عن جوابٍ، | إذا يُتلى نَقَصتُ بهِ وزادَا |
فلا أنفكُّ أشكُرُ منكَ فَضلاً | قريبَ العَهدِ، أو أشكو بُعادَا |
عدلٌ يؤلفُ بينَ الذئبِ والغنمِ |