أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
أصفيحُ ماءٍ أم أديمُ سماءِ، | فيهِ تَغورُ كَواكِبُ الجَوزاءِ؟ |
ما كنتِ أعلمُ قبلَ موتكَ موقناً | أنّ البدورَ غروبُها في الماءِ |
ولقد عجبتُ، وقد هَويتَ بلُجّة ٍ، | فجرى على رسلٍ بغيرِ حياءِ |
لو لم يشقّ لكَ العبابُ، وطالما | أشبَهَتَ موسَى باليَدِ البَيضاءِ |
أنِفَ العلاءُ عليكَ من لمسِ الثّرى | وحلولِ باطنِ حفرة ٍ طلماءِ |
وأجلّ جسمكَ أن يغيرَ لطفَه | عَفَنُ الثّرى وتَكاثُفُ الأرجاءِ |
فأحَلّهُ جَدَثاً طَهوراً مُشبهاً | أخلاقهُ في رقة ٍ وصفاءِ |
ما ذاك بدعاً أن يضمّ صفاؤهُ | نُوراً يُضَنّ بهِ على الغَبراءِ |
فالبحرُ أولى في القياسِ من الثّرى ، | بِجوارِ تلكَ الدُّرّة ِ الغَراءِ |
يا مالكي! إنّي عَليكَ مُتَيَّمٌ؛ | يا صَخرُ! ني فيكَ كالخَنساءِ |
ولقد ألوذُ بكنزِ صبري طالباً | حسنَ العزاءِ، ولاتَ حينَ عزاءِ |
وأعافُ شربَ الماءِ يطفحُ لجهُ، | فأصُدّ عَنهُ، وأنثني بظَماءِ |
وغذا رأيتُ مدامعي مبيضة ً | مثلَ المِياهِ مَزَجتُها بدِماءِ |
لا يُطمعِ العُذالَ حُسنُ تجَلّدي، | فلذاكَ خوفَ شماتة ِ الأعداءِ |
فلئِنْ خفَضتُ لهم جَناحَ تَحَمّلي، | فالقَلبُ مَنصوبٌ على الإغراءِ |