ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ، | مُمتَزجِ الضّياءِ بالظّلامِ |
سرنا به لقنصِ الآرامِ، | والصّبحُ قد طَوّحَ باللّثامِ |
كراقدٍ هبّ من المنامِ، | بضُمّرٍ طامَية ِ الحَوامي |
معتادَة ٍ بالكَرّ والإقدامِ، | تحجمُ في الحربِ عن الإحجامِ |
حتى إذا آنَ ظهورُ الجامِ، | والبرُّ بالآلِ كبحرٍ طامِ |
عنّ لنا سِربٌ من النّعامِ، | مشرِقة الأعناقِ كالأعلامِ |
فاغرة َ الأفواهِ للهيامِ، | كأينُقٍ فَرّتْ من الزّمامِ |
وحشٌ على مثنًى من الأقدامِ، | بالطيرِ تدعَى وهيَ كالأنعامِ |
تَطيرُ بالأرجُلِ في المَوامي، | كأنما أعناقُها السوامي |
أراقمٌ قد قُمنَ للخصامِ، | فحينَ همّ السربُ بانهزامِ |
أُلجِمَتِ القِسيُّ بالسّهامِ، | فأُرسِلَ النَّبلُ كوَبلٍ هامِ |
فعنّ رألٌ عارضٌ أمامي، | كأنّما دُرّعَ بالظّلام |
نِيطَتْ جَناحاهُ بعنقٍ سامِ، | كأنّها من حسنِ الإلتئامِ |
هاءُ شَقيقٍ وُصِلَتْ بلامِ، | عارضتهُ تحتَ العجاجِ السّامي |
بسابقٍ ينقضُّ كالقطامي، | خِلِوِ العِنانِ مفعَمِ الحِزامِ |
يكادُ يلوي حلقَ اللجامِ، | ذي كَفَلٍ رابٍ وشِدقٍ دامِ |
وصفحَة ٍ رِيّا، ورسغٍ ظامِ، | فحينَ وافَى عارِضاً قدامي |
أثبتُّ في كلكلهِ سهامي، | فمَرقتْ في اللّحمِ والعِظامِ |
فخَرّ مَصروعاً على الرُّغامِ، | قد ساقَهُ الخَوفُ إلى الحِمامِ |
فأعجبَ الصحبَ بهِ اهتمامي، | حتى اغتَدى كلٌّ من الأقوامِ |
يقولُ: لا شلَّتْ يمينُ الرّامي |