يا صاحِ، قل للربعِ: هل يتكلمُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا صاحِ، قل للربعِ: هل يتكلمُ، | فَيُبينَ عَمّا سِيلَ، أَوْ يَسْتَعْجِمُ |
فثنى مطيتهُ عليّ، وقال لي: | اسْأَلْ، وَكَيْفَ يُبِينُ رَسْمٌ أَعْجَمُ؟ |
دَرَجَتْ عَلَيْهِ العَاصِفَاتُ فَقَدْ عَفَتْ | آياته، إلا ثلاثٌ جثم |
عُجْتُ القَلُوصِ بِهِ، وَعَرَّجَ صُحْبَتي | وَكَفَفْتُ غَرْبَ دُمُوعِ عَيْنٍ تَسْجُمُ |
أُدْمُ الظِّبَاءِ بِهِ تُراعي خِلْفَة ً | وَسِخَالُها في رَسْمِهِ تَتَبَغَّمُ |
وَثَنَى صَبَابَة َ قَلْبِهِ بَعْد البِلَى | ورقاءُ ظلتْ في الغصونِ ترنمُ |
غردتْ على فننٍ، فأسعدَ شجوها | وُرْقٌ يُجْبْنَ، كَمَا کسْتَجَاببَ المَأْتَمُ |
هَلْ عَيْشُنا بِمنًى يَعُودُ كَعَهْدِنا، | إذ لا نراعُ، ولا يطاعُ اللوم |
أيامَ هندٌ لا تطيعُ محرشاً، | خطلَ المقالِ، وسرنا لا يعلم |
وعشية ً حبستْ، فلمْ تفتحْ فماً | بِكَلاَمِها مِنْ كَاشحٍ يَتَنَمَّمُ |
نَظَرَتْ إلَيْكَ، وَذو شِبَامٍ دُونَها، | نظراً يكادُ بسرها يتكلم |
فَأَبَانَ رَجْعُ الطَّرْفِ أَنْ لا تَرْحَلَنْ | حتى يجنّ الناسَ ليلٌ مظلم |
فلعلّ غبّ الليلِ يسترُ مجلساً، | فيه يودعُ عاشقٌ، ويسلم |
فَأَتَيْتُ أَمْشي، بَعْدَما نَامَ العِدَى ، | وَأَجَنَّهُمْ لِلنَّوْمِ جَوْنق أَدْهَمُ |
فإذا مهاة ٌ، في مهاً، بخميلة ٍ، | أُدْمٍ، أَطَاعَ لَهُنَّ وَادٍ مُلْحِمُ |
حَيَّيْنها فَتَبَسَّمَتْ، فَكَأَنَّها | عِنْدَ التَّبَسُّمِ مُزْنَة ٌ تَتَبَسَّمُ |
وَتَضَوَّعَتْ مِسْكاً وَسُرَّ فُؤادِها | فسرورها بادٍ لمن يتوسم |
فَغَنيتُ جَذْلاناً، وَقَدْ جَذِلَتْ بِنا | نبغي بذلك رغمَ من يترغم |
ثمّ انصرفتُ، وكان آخرَ قولها | أَنْ سَوْفَ يَجْمَعُنا إلَيْكَ المَوْسِمُ |