ألا قلْ لهندس: إحرجي وتأثمي،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألا قلْ لهندس: إحرجي وتأثمي، | وَلا تَقْتُليني، لا يَحلُّ لَكُمْ دَمي |
وحلي حبالَ السحرِ عن قلبِ عاشقٍ | حزينٍ، ولا تستحقبي قتلَ مسلم |
فَأَنْتِ، وَبَيْتِ اللَّهِ، هَمِّي وَمُنْيتي | وكبرُ منانا من فصيحٍ واعجمِ |
فواللهِ، ما أحببتُ حبكِ أيماً، | وَلاَ ذَاتَ بَعْلٍ، يا هُنَيْدَة ُ، فَاعْلَمِي |
فصدتْ وقالت: كاذربٌ! وتجهمتْ، | فَنَفْسي فِداءُ المُعْرِضِ المُتَجَهِّمِ |
فقالت، وصدت: ما تزالُ متيماً، | صبوباً بنجدٍ، ذا هوى ً متقسم |
ولما التقينا بالثنية ش، أومضتْ، | مخافة َ عينِ الكاشحِ المتنمم |
أشارتْ بطرفش العينِ خشية َ أهلها، | إشارة َ محزونٍ، ولم تتكلم |
فأيقنتُ أنّ الطرفَ قد قال: مرحباً، | وَأَهْلاً وَسَهْلاً بِکلحَبِيبِ المُتَيَّمِ |
فأبرزتُ طرفي نحوها بتحية ٍ، | وقلتُ لها قولَ امرىء ٍ غيرِ مفحم |
وإني لأذري، كلما هاجَ ذكركم، | دموعاً أَغَصّتْ لَهْجَتي بِتَكَلمِ |
وَأَنْقَادُ طَوْعاً لِلَّذي أَنْتِ أَهْلُهُ | على غلظة ٍ منكم لنا، وتجهم |
أُلامُ عَلَى حُبِّي، كَأَنِّي سَنَنْتُهُ، | وَقَدْ سُنَّ هذا الحُبُّ مِنْ قَبْلِ جُرْهُم |
وَقَالَتْ: أَطَعْتَ الكَاشِحِينَ، وَمَنْ يُطِعْ | مَقَالَة َ واشٍ كَاذِبِ القَوْلِ يَنْدَمِ |
وصرمتَ حبلَ الودّ من ودك الذي | حَبَاكَ بِمَحْضِ الوُدِّ، قَبْلَ کلتَّفَهُّم |
فقلتُ: اسمعي يا هندُ ثمّ تفهمي | مَقَالَة َ مَحْزونٍ بِحُبِّكِ مُغْرَمِ |
لَقَدْ مَاتَ سِرّي وَکسْتَقَامَتْ مَوَدَّتي، | وَلَمْ يَنْشَرِحْ بِکلقَوْلِ يا حبَّتي فَمِي |
فَإن تَقْتُلي في غَيْرِ ذَنْبٍ، أَقُلْ لَكُمْ | مَقَالَة َ مَظْلومٍ مَشُوقٍ مُتَيَّمِ |
هنيئاً لكم قتلي، وصفوُ مودتي، | فَقَدْ سِيطَ مِنْ لَحْمي هَواكِ، وَمِنْ دَمِي |