أَفي رَسْمِ دَارِ دَارِسٍ أَنْتَ وَاقِفُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أَفي رَسْمِ دَارِ دَارِسٍ أَنْتَ وَاقِفُ | بِقاعٍ تُعَفِّيهِ الرِّياحُ العَوَاصِفُ |
بها جازتِ الشعثاءَ فالخيمة َ التي | قفا محرضٍ كأنهنّ صحائف |
سَحَا تُرْبَهَا أَرْواحُها فَكَأَنَّمَا | أحالَ عليها بالرغام النواسف |
وقفتُ بها لا منْ أسائلُ ناطقٌ، | وَلاَ أَنا إنْ لَمْ يَنْطِقِ الرَّسْمُ صَارِفُ |
وَلاَ أَنَا عَمَّنْ يَأْلَفُ الرَّبْعَ ذاهِلٌ | وَلاَ التَّبْلُ مَرْدودٌ وَلاَ القَلْبُ عَازِفُ |
وَلاَ أَنَا ناسٍ مَجْلِساً زَارَنا بِهِ | عِشاءً ثَلاثٌ كاعِبانِ وَنَاصِفُ |
أَسيلاتُ أَبْدَانٍ دِقاقٌ خصورُها | وثيراتُ ما التفتْ عليه الملاحفُ |
إذا قمنَ، أو حاولنَ مشياً تأطراً، | إلَى حَاجَة ٍ مَالَتْ بِهِنَّ الرَّوادِفُ |
نَوَاعِمُ لَمْ يَدْرِينَ ما عَيْشُ شِقْوَة ٍ | وَلاَ هُنَّ نَمّاتُ الحَدِيثِ زَعَانِفُ |
إذا مسهنّ الرشحُ أو سقطُ الندى | تضوعَ بالمسك السحيقِ المشارف |
يَقُلْنَ إذا مَا كَوْكَبٌ غَارَ: لَيْتَهُ | بِحَيْثُ رَأَيْنَاهُ عِشاءً يُخَالِفُ |
لبثنا به ليلَ التمامِ بلذة ٍ، | نَعِمْنَا بِهِ حَتَّى جَلا الصُّبْحَ كَاشِفُ |
فلما هممنا بالتفرقِ، أعجلتْ | بَقَايَا الُّبانَاتِ الدُّمُوعُ الذَّوارِفُ |
وأصعدنَ في وعثِ الكثيب تأوداً، | كَمَاکجْتَازَ في الوَحْلِ النِّعَاجُ الخَوَارِفُ |
فأتبعتهنّ الطرفَ، متبلَ الهوى ، | كَأَنِّي يُعانيني مِنَ الجِنِّ خَاطِفُ |
تعفي على الآثار، أن تعرفَ الخطى ، | ذُيُولُ ثِيابٍ يُمْنَة ٍ وَمَطَارِفُ |
دَعَاهُ إلَى هِنْدٍ تَصَابٍ وَنَظْرَة ٌ | تَدُلُّ عَلَى أَشْياءَ فِيها متَالِفُ |
سبتهُ بوحفٍ في العقاصِ، كأنهُ | عَنَاقِيدُ دَلاَّها مِنَ الكَرْمِ قَاطِفُ |
وجيدِ خذولٍ بالصريمة ِ، مغزلٍ، | ووجهِ حميٍّ أضرعته المخالف |
فَكُلُّ الَّذي قَدْ قُلْتِ يَوْمَ لَقِيتُكُمْ | على حذرِ الأعداءِ، للقلبِ شاغف |
وحبكِ داءٌ للفؤادِ مهيجٌ | سَفاهاً إذا نَاحَ الحَمَامُ الهَوَاتِفُ |
ونشركِ شافٍ للذي بي من الجوى ، | وذكركِ ملتذٌّ، على القلبِ طارف |
وَقُرْبُكِ إنْ قَارَبْتِ للشَّمْلِ جَامِعٌ | وإنْ بِنْتِ يَوْماً بَانَ مَنْ أَنَا آلَفُ |
فإنْ راجعتهُ في التراسلِ، لم يزلْ | له من أعاجيبِ الحديثِ طرائف |
وإن عاتبتهُ مرة ً، كان قلبهُ | لها ضلعه حتى تعودَ العواصف |
فَكُلُّ الَّذي قَدْ قُلْتِ كَانَ کدِّكارُهُ | على القلبِ قرحاً ينكأ القلب، قارف |
أثيبي ابنة َ المكني عنه بغيرهِ، | وَعَنْكِ سَقاكِ الغَادِياتُ الرَّوادِفُ |
على أنها قالتْ لأسماءَ: سلمي | عليه، وقولي: حقَّ ما أنتَ خائف |
أَرَى الدَّارَ قَدْ شَطّتْ بِنَا عَنْ نَوَالِكُمْ | نوى غربة ٍ، فانظرْ لأيٍّ تساعف |
فَقُلْتُ: أَجَلْ لا شَكَّ قَدْ نَبأَتْ بِهِ | ظباءٌ جرتْ، فاعتاف من هو عائف |
فقالت لها: قولي: ألستَ بزائرٍ | بِلادي وإنْ قَلَّتْ هُنَاكَ المَعَارِفُ |
كَمَا لَوْ مَلَكْنا أَنْ نَزُورَ بِلاَدَكُمْ | فَعَلْنَا وَلَمْ تَكْثُرْ عَلَيْنا التَّكالِفُ |
فقلتُ لها: قولي لها: قلّ عندنا | لنا جشمُ الظلماءِ فيما نصادفُ |
ونصي إليكِ العيسَ، شاكية َ الوجى | مَنَاسِمُها مِمَّا تُلاقي رَوَاعِفُ |
براهنّ نصي والتهجرُ كلما | توقدَ مسمومٌ من اليومِ صائف |
تحسرَ عنهنّ العرائكُ، بعدما | بَدَأْنَ وَهُنَّ المُقْفِرَاتُ العَلاَئِفُ |
وإني زعيمٌ أنْ تقربَ فتية ً | إليكِ معيداتُ السفارِ، عواطف |