أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أتوصلُ زينبُ، أمْ تهجرُ، | وإنْ ظلمتنا، ألا تغفرُ؟ |
أدلتْ، ولجَّ بها أنها | تُرِيدُ العِتَابَ وَتَسْتَكْبِرُ |
وتعلمُ أنّ لها عندنا | ذَخَائِرَ مِلْحُبِّ لا تَظْهَرُ |
ووداً، ولو نطقَ الكاشحو | ن فيها وَلَوْ أَكْثَرَ المْكْثِرُ |
ولستُ بناسٍ مقالَ الفتاة ِ، | غَداة َ المُحَصَّبِ إذْ جَمَّرُوا |
أَلَسْتَ مُلِمّاً بِنَا يَا فَتًى | فما لك عن وصلنا تدبرُ... |
فقلت: بلى ، أقعدي ناصحاً، | يُنَفِّضُ عَنّا الَّذي يَنْظُرُ |
وآية ُ ذلكَ أن تسمعي | نداءَ المصلينَ، يا معمرُ! |
فأقبلتُ، والناسُ قد هجعوا، | أطوف عَليهم وما أنظر |
إذا كاعِبَانِ وَرَخْصُ کلْبَنَانِ | أسيلٌ مقلدهُ، أحورُ |
فَسَلَّمْتُ خَفْياً فَحَيَّيْنَني | وقلبيَ، من خشية ٍ، أوجرُ |
وقالتْ: طربتَ، وطاوعتَ بي | مَقَالَ العَدُوِّ وَمَنْ يَزْجُرُ |
فقلتُ مقال أخي فطنة ٍ، | سَمِيعٍ بِمَنْطِقِها مُبْصِر: |
أَلِلْصَّرْمِ تَطَّلِبينَ الذُّنُوبَ | ولم أجنِ ذنباً لكي تغدروا |
فإنْ كنتِ حاولتِ صرمَ الحبا | لِ، فإنّ وصالكِ لا يبتر |
فَإنْ كُنْتِ أَدْلَلْتِ كَيْ تَعْتِبي | فَكَفّي لَكُمْ بِکلرِّضَا تُوسِرُ |
فقالتْ لها حرة ٌ عندها، | لذيذٌ مقبلها، معصر: |
دعي عنكِ عذلَ الفتى واسعفي، | فإنّ الودادَ له أسور |
فبتُّ أحكمُ فيما أردتُ، | تُ حَتَّى بَدَا وَاضِحٌ أَشْقَرُ |
تَميلُ عَلَيَّ إذا سُقْتُها | كَمَا کنْهَالَ مُرْتَكِمُ أَعْفَرُ |
يفوحُ القرنفلُ من جيبها، | وريحُ اليلنجوجِ والعنبر |
فَبِتُّ وَلَيْلَي كَلا أَوْ بَلَى | لديها، وبلْ ليلتي أقصر |
وكيفَ اجتنابكَ دار الحبيب، | كيف عن ذكرهِ تصبر؟ |