الشريعة صلح وصلاح وإصلاح وحرب على الفساد
مدة
قراءة المادة :
6 دقائق
.
الشريعة صلح وصلاح وإصلاح وحرب على الفساد
الشريعة صلح وصلاح وإصلاح:
قال الله تعالى: ﴿ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ﴾ [الأنفال: 1].
وقال شعيب عليه السلام - كما أخبر الله تعالى عنه -: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [هود: 88].
وقال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات: 9].
وقال الله تعالى: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128].
وقال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40].
وقال الله تعالى: ﴿ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأنعام: 48].
وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟))، قالوا: بلى، قال: ((إصلاح ذات البَين؛ فإن فساد ذات البَينِ هي الحالقة))[1].
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ((يَعدل بين الاثنين صدقةٌ))[2].
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ((إيَّاكم وسوءَ ذات البين؛ فإنها الحالقة))[3].
الشريعة حرب على الفساد والاستبداد:
إذا كانت الشريعة صلاحًا، فإنها حرب على الفساد ولا بد؛ وذلك في جميع صوره ومجالاته وتجلياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].
وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33].
وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56].
وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81].
وقال الله تعالى: ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83].
وقال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ * فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ * إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 11 - 14].
وفي الفساد السياسي والتحذير منه قال صلى الله عليه وسلم: ((ما مِن عبد يَسترعيه الله رعية يموتُ يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيَّته، إلا حرَّم اللهُ عليه الجنة))[4].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((اللهمَّ مَن وَلِي من أمر أُمتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقُق عليه، ومَن وَلي مِن أمر أُمَّتي شيئًا فرَفَق بهم فارْفُق به))[5].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن ولي من أمر المسلمين شيئًا فأمَّر عليهم أحدًا مُحاباةً، فعليه لعنة الله، لا يَقبل الله منه صرفًا ولا عَدْلاً حتى يُدخله جهنم))[6].
وفي النهي عن الفساد الاقتصادي - ولو من أجل الإحسان - جاء قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أنفقت المرأةُ من بيت زوجها غير مُفسدة، كان لها أجرها، وله مثله بما اكتسب، ولها بما أنفقت، وللخازن مثل ذلك، من غير أن ينتقص من أجورهم شيئًا))[7].
وفي الفساد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي جاء عموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((مَن رأى منكم منكرًا فليغيره بيدِه، فإن لم يستطِع فبلسانه، فإن لم يَستطِع فبقلبه، وذلك أضعفُ الإيمان))[8].
[1] أخرجه أحمد (27508)، وأبو داود (4919)، والترمذي (2509).
[2] أخرجه البخاري (2989)، ومسلم (1009).
[3] أخرجه الترمذي (2508).
[4] أخرجه البخاري (7151)، ومسلم (142).
[5] أخرجه مسلم (1828).
[6] أخرجه أحمد (21)، والحاكم في المستدرك (4 / 104)، رقم (7024).
[7] أخرجه مسلم (1024).
[8] أخرجه مسلم (49).