يا خَلِيلي هَاجَني الذِّكَرُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا خَلِيلي هَاجَني الذِّكَرُ | وحمولُ الحيِّ، إذْ صدروا |
ظعنوا، كأنّ ظعنهمُ | مونعُ القنوانِ، أو عشر |
بالتي قد كنتُ آملها، | ففؤادي موجعٌ حذر |
ظبية ٌ من وحشِ ذي بقرٍ، | شَأْنُهَا الغيطَانُ والغُدُرُ |
رَخْصَة ٌ حَوْرَاءُ نَاعِمَة ٌ | طفلة ٌ، كأنها قمر |
لو سقي الأمواتُ ريقتها، | بَعْدَ كَأْسِ المَوْتِ، لانْتَشَرُوا |
وَيَكَادُ العَجْزُ إنْ نَهَضَتْ | بَعْدَ طُوله البُهْرِ يَنْبَتِرُ |
قد، إذا خبرتُ أنهمُ | قدموا الأثقالَ، فابتكروا |
أخيامُ البئرِ منزلهم، | أَمْ هُمُ بِالعُمْرَة ِ کئْتَمَرُوا |
أمْ بأعلى ذي الأراكِ لهم | مَرْبَعٌ قَدْ جَادَهُ المَطَرُ |
سلكوا خلّ الصفاحِ، لهم | زَجَلٌ أَحْدَاجُهُمْ زُمَرُ |
سلكوا شعبَ النقابِ بها | زمراً، تحتثهم زمر |
قَالَ حَادِيهِمْ لَهُمْ أُصُلاً | أمكنتْ للشلربِ الغدر |
ضَرَبُوا حُمْرَ القِبَابِ لَهَا | وأُحِيطِتْ حَوْلَها الحُجَرُ |
فَطَرَقْتُ الحَيَّ مُكْتَتِماً | وَمَعي سَيفٌ بِهِ أَثَرُ |
وأخٌ لم أخشَ نبوتهُ، | بنواحي أمرهمْ خبر |
فإذا رِيمٌ عَلَى مُهُدٍ | في حجالِ الخزّ مستترُ |
بَادنٌ تَجْلو مُفَلَّجَة ً | عذبة ً، غراً، لها أشرُ |
حَوْلَها الأحراسُ تَرْقُبُها | نُوَّمٌ، مِن طولِ ما سَهِرُوا |
أشبهوا القتلى ، وما قتلوا، | ذَاكَ إلاَّ أنَّهُمْ سَمَرُوا |
فَدَعَتْ بِکلوَيْلِ ثمّ دَعَتْ، | حين أدناني لها النظرُ |
وَدَعَتْ حَوْرَاءَ آنِسَة ً | حُرَّة ً مِنْ شَأْنِها الخَفَرُ |
ثمَّ قالتْ للتي معها: | وَيْحَ نَفْسي قَدْ أَتَى عُمَرُ |
مَا لَهُ قدْ جَاءَ يَطْرُقُنا | ويرى الأعداءَ قد حضروا؟ |
لشقائي، أختِ، علقنا، | ولحينٍ ساقه القدر |
قتُ: عرضي دون عرضكمُ، | ولمن عاداكمُ جزر |