غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غَشِيتُ بأذْنَابٍ المَغَمَّسِ مَنْزِلاً | به للتي نهوى مصيفٌ ومربعُ |
مَغَانيَ أَطْلالٍ، وَنُؤياً، وَدِمْنَة ً، | أضرّ بها وبلٌ ونكباءُ زعزعُ |
بخبتِ حلياتٍ كأنّ رسومها | كتابُ زبورٍ في عسيبٍ مرجعُ |
فهاجَ عليكَ الشوقَ رسمٌ معطلٌ، | أحالَ زماناً، فهو بيداءُ بلقعُ |
فإن يقوِ مغناهُ، فقد كان حقبة ً | أَنِيساً بِهِ حُورُ المَدَامِعِ رُوَّعُ |
لَيَالي إذْ أَسْماءُ رُؤْدٌ كأَنَّها | خليٌّ بذي المسروح أدماءُ متبع |
لَهَا رَشَأٌ تَحْنُو عَلَيْهِ بِجيدِها | أَغَنُّ أَجَمُّ المُقْلَتَيْنِ مُوَلَّعُ |
إذا فقدتهُ ساعة ً عندَ مرتعٍ، | تراها عليه بالبغام تفجع |
تكادُ عليه النفسُ منها مخافة ً | عليه الذئابَ العادياتِ تقطع |
يُذكرُنَيها كُلُّ تَغريدِ قَيْنَة ٍ | وَقُمْرِيَّة ٍ ظَلَّتْ عَلَى الأَيْكِ تَسْجَعُ |
يُجَاوِبُها ساقٌ هَتُوفٌ لَدَى الضُّحَى | على غصنِ أيكٍ بالبكاءِ يروع |
لَقَدْ خَلَعَتْ في أَخْذها بِرَدَائِهِ | جِهاراً وَمَا كَانَتْ بِعَهْدِي تَخْلَعُ |
وَمَدّتْ لَدَى البَيْتِ العَتِيقِ بِثَوْبِهِ | نهاراً، فما يدري بها كيفَ يصنع |
يَظَلُّ إذا أَجْمَعْتُ صَرماً مُبايِناً | دخيلٌ لها في أسودِ القلبِ يشفع |
تَذَكَّرْتُ إذْ قَالَتْ غَداة َ سُوَيْقَة ٍ | ومقلتها من شدة ِ الوجدِ تدمع |
لأَتْرَابِها: لَيْتَ المُغِيرِيَّ إذْ دَنَتْ | بِهِ دَارُهُ مِنَّا أَتَى فيودِّعُ |
فما رمتها، حتى دخلتُ فجاءة ً | عَلَيْهَا وَقَلْبي عِنْدَ ذَاكَ يُروَّعُ |
فَقُلْنَ حِذَاره العَيْنَ لَمَّا رَأَيْنَني | لها، إنّ هذا الأمرَ أمرٌ مشنعُ |
فلما تجلى الروعُ عنهنّ قلنَ لي: | هلمّ، فما عنها لك اليومَ مدفع |
فظلتْ بمرأى شائقٍ وبمسمعٍ، | أَلا حَبَّذا مَرْأَى هُنَاكَ وَمَسْمَعُ! |