فَلَمَّا کلْتَقَيْنَا، وکطْمَأَنَّتْ بِنَا النَّوَى ،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فَلَمَّا کلْتَقَيْنَا، وکطْمَأَنَّتْ بِنَا النَّوَى ، | وغيبَ عنا من نخافُ ونشفقُ |
أخذتُ بكفي كفها، فوضعتها | على كبدٍ، من خشية ِ البين تخفق |
فقالتْ لأترابٍ لها، حين أيقنتْ | بما قد ألاقي: إنّ ذا ليسَ يصدقُ |
فقلنَ: أتبكي عينُ من ليس موجعاً | كئيباً، ومنْ هو ساهرُ الليل يأرق؟ |
فَقَالَتْ: أَرَى هذا کشْتِيَاقاً، وإنَّما | دعا دمعَ القلبِ الخليّ التشوق |
فقنَ: شهدنا أنّ ذا ليسَ كاذباً، | ولكنهُ فيما يقولُ مصدق |
فقمنَ لكي يخليننا، فترقرقتْ | مدامعُ عينيها، فظلتْ تدفق |
فَقَالَتْ: أَمَا تَرْحَمْنَني لا تَدَعْنَني | لديه، وهو فيما علمتنّ أخرق |
فَقُلْنَ: کسْكُتي عَنَّا، فَغَيْرُ مُطاعَة ٍ | لهوْ بكِ منا، فاعلمي ذاك، أرفق |
فقالتْ: فلا تبرحنَ ذا السترَ، إنني | أَخَافُ، وَرَبِّ النَّاسِ، مِنْهُ وأَفْرَقُ |