يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الدارا،
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
يا صاحبيّ، قفا نستخبرِ الدارا، | أَقْوَتْ فَهَاجَتْ لَنَا بِکلنَّعْفِ تذْكَارَا |
تبدلَ الربعُ ممنْ كان يسكنه، | أُدْمَ الظِّبَاءِ بِهِ يَمْشِينَ أَسْطَارا |
وَقَدْ أَرَى مَرَّة ً سِرْباً بِهِ حَسَناً | مِثْلَ الجَآذِرِ أَثْيَاباً وأَبْكَارا |
فيهنّ هندٌ، وهندٌ لا شبيهَ لها، | مِمَّنْ أَقَامَ مِنْ الجِيرانِ أَوْ سَارا |
هَيْفاءُ مُقْبِلَة ً عَجْزَاءُ مُدْبِرَة ً | تخالها في ثياب العصب دينارا |
تفترُّ عن ذي غروبٍ، طعمه ضربٌ، | تخالهُ برداً من مزنة ٍ مارا |
كَأَنَّ عِقْدَ وِشَاحَيْها عَلى رَشَإٍ | يَقْرو مِنَ الرَّوْضِ رَوْض الحَزْن أَثمارا |
قَامَتْ تَهَادَى وأَتْرَابٌ لَهَا مَعَها | هَوْناً تَدافُعَ سَيْلِ الزُّلِّ إذْ مارا |
يممنَ مورقة َ الأفنانِ، دانية ً، | وفي الخلاءِ، فما يؤنسنَ ديارا |
قالت: لوَ انّ أبا الخطابِ وافقنا، | فنلهوَ اليومَ، أوْ تنشدنَ أشعارا |
فلم يرعهنّ إلا العيسُ طالعة ً، | يحملنَ بالنعفِ ركاباً وأكوارا |
وفارسٌ معه البازي، فقلنَ لها: | هَا هُمْ أُولاءِ وَما أَكْثَرْنَ إكْثارا |
لَمّا وَقَفْنا وَغَيَّبْنا رَكَائِبَنا | بُدّلنَ بالْعُرْفِ بَعْدَ الرَّجْعِ إنْكارا |
قلن: انزلوا نعمتْ دارٌ بقربكمُ، | أهلاً وسهلاً، من زائرٍ زارا |
لما ألمتْ باصحابي وقد هجعوا، | حَسِبْتُ وَسْطَ رجالِ القَوْمِ عَطّارا |
مِنْ طِيبِ نَشْر الَّتي نامَتْكَ إذْ طَرَقَتْ | ونفحة ِ المسكِ والكافور إذ ثارا |
فقلتُ: من ذا المحيي؟ وانتبهتُ له، | أمْ من محدثنا هذا الذي زارا؟ |
قالت: محبٌّ رماهُ الحبُّ آونة ً، | وَهَيَّجَتْهُ دَواعي الحُبِّ إذْ حارا |
حُلّي إزارَكِ سُكْنَى غَيْرَ صاغِرَة ٍ | إنْ شِئْتِ وکجْزي مُحِبَّاً بِکلَّذي سارا |
فَقَدْ تَجَشَّمْتُ مِنْ طُولِ السُّرَى تَعَباً | وَفي الزِّيارَة ِ قَدْ أَبْلَغْتُ أَعْذَارا |
إنّ الكواكبَ لا يشبهنَ صورتها، | وهنّ أسوأُ منها، بعدُ، أخبارا |