ألما بذاتِ الخالِ، فاستطلعا لنا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
ألما بذاتِ الخالِ، فاستطلعا لنا | على العهدِ، باقٍ ودها أم تصرما |
وقولا لها: إنّ النوى أجنبية ٌ | بنا، وبكم، قد خفتُ أن تتتمما |
شطونٌ بأهواءٍ نرى أنّ قربنا | وَقُرْبَكُمْ، إنْ يَشْهَدِ النَّاسُ مَوْسِما |
وقولا لها: لا تقبلي قولَ كاشحٍ، | وَقولي لَهُ، إنْ زَلَّ: أَنْفُكَ أُرْغِمَا |
وقولا لها: لم يسلنا النأيُ عنكمُ، | وَلاَ قَوْلُ وَاشٍ كَاذِبٍ إنْ تَنَمَّما |
وقولا لها: ما في العبادِ كريمة ٌ | أَعَزَّ عَلَيْنا مِنْكِ طُرَّاً وَأَكْرَمَا |
وقولا لها: لا تسمعنّ لكاشحٍ | مَقَالاً، وإنْ أَسْدَى لَدَيْكِ وَأَلْحَمَا |
وقولا لها: لم اجنِ ذنباً، فتعتبي | عليّ بحقٍّ، بل عتبتِ تجرما |
فَقَالاَ لَها، فَآرْفَضَّ فَيْضُ دُمُوعِها، | كما أسلمَ السلكُ الجمانَ المنظما |
تَحَدُّرَ غُصْنِ البانِ لانَتْ فُرُوعُهُ، | وَجَادَتْ عَلَيْهِ دِيمَة ٌ، ثُمَّ أَرْهَما |
فَلَمَّا رَأَتْ عَيْني عَلَيْها، تَهَلَّلَتْ | مخافة َ أن ينهلّ كرهاً، تبسما |
وقالت لأختيها: اذهبا في حفيظة ٍ، | فَزورا أَبا الخَطَّابِ سِرَّا، وَسَلِّما |
وقولا له: واللهِ ما الماءُ للصدى ، | بأشهى إلينا من لقائك، فاعلما |
وقولا له: ما شاعَ قولُ محرشٍ | لدي، ولا رامَ الرضا، أم ترغما |
وقولا له: إنْ تجنِ ذنباً أعده | مِنَ العُرْفِ إنْ رَامَ الوُشاة ُ التَّكَلُّما |
فقلتُ: اذهبا قولا لها: أنتِ همهُ، | وكبرُ مناهُ من فصيحٍ وأعجما |
إذا بِنْتِ بَانَتْ لَذَّة ُ العَيْشِ وَکلْهَوَى | وَإنْ قَرُبَتْ دَارٌ بِكُمْ، فَكَأَنَّما |
يَرَى نِعْمَة َ الدُّنْيَا کحْتَواها لِنَفْسِهِ | يَرَى اليَأْسَ غَبْناً وَکقْتِرَابَكِ مَغْنَما |
فلم تفضلينا في هوى ، غيرَ أننا | نرى ودنا أبقى بقاءً، وأدوما |