خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خطرتْ لذات الخال ذكرى بعدما | سَلَكَ المَطِيُّ بِنَا عَلى الأَنْصَابِ |
أَنْصَابِ عُمْرَة َ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها | قِطَعُ القَطَا صَدَرَتْ عَنِ الأَحْبَابِ |
فانهلّ دمعي في الرداء صبابة ً، | فَسَتَرْتُهُ بِکلْبُرْدِ دونَ صِحابي |
فَرَأَى سَوابِقَ عَبْرَة ٍ مُهْرَاقَة ٍ | عَمْرُو فَقَال: بَكَى أَبو الخَطَّاب |
فمريتُ نظرتهُ وقلتُ: أصابني | رمدٌ، فهاجَ العينَ بالتسكابِ |
لَمْ تَجْزِ أُمُّ الصَّلْتِ يَوْمَ فِرَاقِنا | بالخيفِ، موقفَ صحبتي وركابي |
وعرفتُ أن ستكونُ داراً غربة ً | مِنْهَا إذا جَاوَزْتُ أَهْلَ حِصابي |
وتبوأتْ من بطنِ مكة َ مسكناً، | غردَ الحمامِ، مشرفَ الأبواب |
ما أنسَ لا أنسَ غداة َ لقيتها | بِمنًى تُرِيدُ تَحِيَّتي وَعِتَابي |
وتلددي شهراً أريدُ لقاءها، | حَذِرَ العَدُوِّ بِسَاحَة ِ الأَحْبَابِ |
تِلْكَ الَّتي قَالَتْ لِجَارَاتٍ لَهَا | حورِ العيونِ كواعبٍ أتراب: |
هَذَا المُغِيرِيُّ الَّذي كُنَّا بِهِ | نَهْذِي وَرَبِّ البَيْتِ يَا أَتْرَابي |
قالت لذاك لها فتاة ٌ عندها، | تَمشي بِلا إتْبٍ وَلا جِلْبَابِ |
قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّها في غَفْلَة ٍ | عَمَّا يُسَرُّ بِهِ ذَوو الأَلْبَابِ |
هَذا الْمَقَامُ فَدَيْتُكُنَّ مُشَهِّرٌ | فَکحْذَرْنَ قَوْلَ الكَاشِحِ المُرْتَابِ |
فَعَجِبْنَ مِنْ ذَاكُمْ وَقُلْنَ لَها: کفْتَحي | لا شَبَّ قَرْنُكِ مِفْتَحاً مِنْ بَابِ |
قالتْ لهنّ: الليلُ أخفى للذي | تهوينَ من ذا الزائر المنتاب |