تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
تَصَدَّتْ وَحَبْلُ البَيْنِ مُسْتَحْصِدٌ شَزْرُ | وقَدْ سَهَّلَ التَّوْدِيعُ ما وَعَّرَ الهَجْرُ |
بَكَتْهُ بما أَبْكَتْهُ أيَّامُ صَدْرُها | خليءٌ وما يخلو لهُ من جوى صدرُ |
وقالَتْ أَتَنْسى البَدْرَ، قلتُ تَجلُّداً | إذا الشمسُ لم تغرب فلا طلعَ البدرُ |
فأبدت جماناً من دموعٍ نظامها | على الصَّدْرِ إِلاَّ أَنَّ صائِغَها الشَّفْرُ |
وما الدمعُ ثانٍ عزمتي ولو أنها | سقى خدها من كلّ عينٍ لها نهرُ |
جمعتُ شعاعَ الرأيِ ثمَّ وسمتهُ | بحزمٍ لهُ في كلِّ مظلمة ٍ فجرُ |
وصارَعْتُ عَنْ مَصْرٍ رَجَائِي ولم يَكُنْ | لِيَصْرَعَ عَزْمي غيرَ ما صرعَتْ مَصْرُ |
و طحطت سدّا سدُّ يأجوجَ دونهُ | من الهمِّ لم يفرغ على زبرهِ قطرُ |
بِذِعْلِبَة ٍ ألوَى بِوَافِرِ نَحْضِها | فتى ً وافرُ الأخلاقِ ليس لهُ وفرُ |
فكَمْ مَهْمَهٍ قَفْرٍ تَعشَّقْتُ مَتْنَهُ | على متنها والبرُّ من آلهِ بحرُ |
وما القَقْرُ بالبِيدِ القَواءِ بَل التي | نَبَتْ بي وفيها ساكِنُوها هي القَفْرُ! |
ومَنْ قامَرَ الأيَّامَ عَنْ ثَمَراِتها | فأحجِ بهِ أن ينجلي ولها القمرُ |
فإنْ كانَ ذَنْبي أَنَّ أحسنَ مَطْلَبي | أَساءَ ففي سُوءِ القَضَاءِ ليَ الغُدْرُ |
قضاءُ الذي ما زال في يدهِ الغنى | ثَنَى غَرْبَ آمالي وفي يَديَ الفَقْرُ |
رضيتُ وهل أرضى إذا كان مسخطي | مِنَ الأمرِ ما فيهِ رِضا مَنْ له الأَمْرُ ! |
فأشجيتُ أيامي بصبرٍ حلونَ لي | عَواقِبَه والصَّبْرُ مِثْلُ اسمِهِ صَبْرُ |
أبى لي بحرُ الغوثِ أن أرأمَ التي | أُسبُّ بها والنجرُ يشبههُ النجرُ |
وهَلْ خابَ مَنْ جِذْماهُ في ضنءِ طَيىء ٍ | عديِّ العدّيين القلمسُ أو عمرو |
لنا غُرَرٌ زَيدِيَّة ٌ أُدَدِيّة ٌ | إذا نجمت ذلّت لها الأنجمُ الزهرُ |
لنا جوهرٌ لو خالط الأرضَ أصبحت | و بطنانها منهُ وظهرانها تبرُ |
جَدِيلَة َ والغَوْثَ اللَّذينِ إليهما | صَغَتْ أُذُنٌ لِلمَجْدِ ليسَ بَها وَقْرُ |
مقاماتُنَا وَقْفٌ على الحِلْمِ والحِجَى | فأمْرَدُنا كَهْلٌ وأَشْيَبُنا حَبْرُ |
أَلَّنا الأَكُفَّ بالعَطَاءِ فجَاوَزَتْ | مدى اللينِ الاّ أنَّ أعراضنا صخرُ |
كأنَّ عَطَايانا يُناسِبْنَ مَنْ أَتَى | و لا نسبٌ يدنيهِ منا ولا صهرُ |
اذا زينة ُ الدنيا من المالِ أعرضت | فأَزيَنُ مِنها عِندنا الحَمْدُ والشُّكْرُ |
وُكُورُ اليَتَامَى في السنين فَمَنْ نَبا | بفرخٍ لهُ وكرٌ فنحنُ لهُ وكرُ |
أَبَى قَدْرُنا في الجُودِ إلاَّ نَباهة ً | فليس لمالٍ عندنا أبداً قدرُ |
ليسحج بجودٍ من أرادَ فإنهُ | عَوَانٌ لهذا النّاسِ وهْوَ لَنَا بِكْرُ |
جَرَى حاتِمٌ في حَلْبَة ٍ منه لَوْ جَرَى | بها القَطْرُ شَأْواً قيلَ أيُّهُما القَطْر! |
فتى ذخرَ الدنيا أناسٌ فلم يزل | لها باذلاً فانْظُرْ لِمَنْ بَقِيَ الذُّخرُ! |
فمن شاءَ فليفخرَ بما شاءَ من ندى | فليس لحيِّ غيرنا ذلك الفخرُ |
جمعنا العلى بالجودِ بعد افتراقها | إلينا كما الأيامُ يجمعها الشهرُ |
بِنَجْدَتِنَا ألقَتْ بِنَجْدٍ بَعَاعَها | سحابُ المنايا وهي مظلمة ٌ كدرٌ |
بكُل كَمِيٍّ نَحْرُهُ غَرَضُ القَنا | إذا اضطرمَ الأحشاءث وانتفخ السحرُ |
يُشَيعُهُ أَبناءُ مَوْتٍ إلى الوَغَى | يُشَيعُهُم صَبْرٌ يُشَيعُهُ نَصْرُ |
كماة ٌ إذا ظلَّ الكماة ُ بمعركٍ | و أرماحهم حمرٌ وألوانهم صفرُ |
بِخَيلٍ لِزَيْد الخَيل فيها فَوارِسٌ | اذا نطقوا في مشهدٍ خرسَ الدهرُ |
على كُل طِرْف يَحْسُرُ الطَّرْفَ سابحٍ | وَسَابِحَة ٍ لكنْ سِبَاحَتُها الحُضْرُ |
طَوَى بَطْنَها الإِسآدُ حتَّى لو أنَّه | بدا لك ما شككتُ في أنهث ظهرُ |
ضَبِيبِيّة ٌ ما إِنْ تُحَدثُ أنفُساً | بما خَلفَها مادامَ قُدَّامَها وِتْرُ |
فإن ذمت الأعداءُ سوءَ صباحها | فليسَ يُؤَدي شُكْرَها الذئْبُ والنَّسْرُ |
بِها عَرَفَتْ أَقَدَارَها بعدَ جَهْلِها | بأَقْدارِها قَيْسُ بنُ عَيلاَنَ والفِزْرُ |
و تغلبُ لاقت غالباً كلّ غالبٍ | و بكرٌ فألفت حربنا بازلا بكرُ |
وأنتَ خَبِيرٌ كيفَ أبقَتْ أُسُودُنَا | بَنِي أَسَدٍ إنْ كان يَنْفَعُكَ الخُبْرُ |
وقسمتنا الضيزى بنجدٍ وأهلها | لنا خطوة ٌ في أرضها ولهم فترُ |
مساعٍ يضلُّ الشعرُ في كنهِ وصفها | فما يهتدي إلاّ لأصغرها الشعرُ |