أَيُّها البَرْقُ بِتْ بأَعْلَى البِرَاقِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَيُّها البَرْقُ بِتْ بأَعْلَى البِرَاقِ | واغْدُ فِيها بِوَابِلٍ غَيْدَاقِ |
وتعلمْ بأنهُ ما لأنوا | ئكَ إنْ لمْ تروها منْ خلاقِ |
دِمَنٌ طَالَما التقَتْ أَدْمُعُ المُزْ | نث عليها وأدمعُ العشاقِ |
شرقاتُ الأطلالِ بالماءِ منْ تلـ | ـكَ العَزَالِي مُلِثَّة ً والمَآقِي |
حفظَ اللهُ حيثُ يممَ إسما | عِيلُ وَلْيَسْقِهِ مِنَ الغَيْثِ سَاقِ |
قَدْ سَقَتْني الأَيَّامُ مِنْ يَدِها سُمـ | ماً لفقدي لهُ بكأسٍ دهاقِ |
ولعلي أدالُ منها بلا عه | دٍ ولا ذِمَّة ٍ ولاَ مِيثَاقِ |
فأُجَازِي يَوْمَ الرَّحيل ولا تُدْ | ركني رقة ٌ ليومِ الفراقِ |
يا أَبا القاسمِ المُقسَّمَ ما بَيْـ | نَ شغافي مثاله والصفاقِ |
لوْ تطلعتَ في ودادي إذاً فا | جاكَ بينَ الحشا وبينَ التراقي |
وشجتْ بيننا الأخوة ُ إنَّ ال | ودَّ عرقٌ زاكٍ منَ الأعراقِ |
ذاكَ خلٌّ جهدتُ جهدي فلم أح | صِ انتفاعي بفهمهِ وارتفاقي |
لَوْ تَرَى ذَبَّهُ هُنَالِكَ دُوني | لَمْ تَلُمْني في حُب أَهلِ العِرَاقِ |
ما تَملَّيْتُ مِثْلَ ذاك الْحِجَا المُعْـ | ـرِقِ في الْحِلمِ والسَّجايا العِتاقِ |
معَ ما قَدْ طَوَيْتُ مِنْ سائِر النَّا | سِ وما قدْ نشرتُ في الآفاقِ |
وعذابٌ لو أنها أطمعتْ زا | دتْ على الشهدِ بسطة ً في المذاقِ |
ناعِماتُ الأَطْرافِ لَوْ أَنَّها تُلْـ | بسُ أغنتْ عن الملاءِ الرقاقِ |
جددٌ كلما غدا يومَ فخرٍ | بعضهمْ في خلافة ِ الأخلاقِ |
يهجرُ الهجرَ والمقابحَ علماً | أنَّ شتمَ الأعراضِ عارٌ باقِ |
فإذا القومُ ألجئوهُ إلى ذا | لِك أَلَفوْا لِسَانَهُ في وَثاقِ |
خالصُ الودِّ والهوى في زمانٍ | مدرَ الودّث فيهِ غيرَ النفاقِ |
ووجَدْتُ الإخوانَ رزْقاً أغرَّ الوَجْـ | ـهِ مِنْ بَيْنِ هذِهِ الأرْزَاقِ |
قَدْ دَنَتْ حَلْقَتا خِنَاقي فَراخَى | بِأَياديهِ عَقْدَ ذَاكَ الْخِنَاقِ |
هُمْ شَليلٌ ونثرة ٌ حِينَ لُفَّتْ | في غَداة ِ الهَيَاج سَاقٌ بِسَاقِ |
لَوْ رَأَوْا كَوْكبَ المَنايا لَظلُّوا | نَحْوَها مُهْطِعِينَ بالأَعْنَاقِ |
وتلادٌ ولم أرثهُ وكنزٌ | ليسَ منْ عسجدٍ ولا أوراقِ |