أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أيُّ ندى بينَ الثرى والحبوبِ | وسؤددٍ لدنٍ ورأيٍ صليبِ! |
ياابنَ أبي رِبْعِيٍّ اسْتُقْبِلَتْ | من يومكَ الدنيا بيومِ عصيبِ |
شَقَّ جُيُوباً مِنْ رِجَالٍ لو | اسطاعوا لشقوا ما وراءَ الجيوبِ |
كنتَ على البُعْدِ قَرِيباً فَقَدْ | صرتَ على قربكَ غيرَ القريبِ |
رَاحَتْ وُفُودُ الأرضِ عن قَبْرِهِ | فارغة َ الأيدي ملاءَ القلوبِ |
قد عَلِمَتْ مارُزِئتْ إنَّما | يُعْرَف فَقْدُ الشَّمسِ بعدَ الغُرُوبِ |
إذا البَعِيدُ الوطنِ انتَابَه | حلَّ إلى نهي وجزعٍ خصيبِ |
أدنَتْه أَيْدِي العِيسِ مِنْ سَاحة ٍ | كأنَّها مَسْقَطُ رَأْسِ الغَرِيبِ |
أظلَمَتِ الآمالُ مِنْ بَعْدِهِ | وعُريِتْ مِنْ كل حُسْنٍ وطِيبِ |
كانَتْ خُدُوداً صُقِلَتْ بُرْهَة ً | فاليومَ صارتْ مألفاً للشحوبِ |
كَمْ حاجَة ٍ صارَتْ رَكُوبَاً بهِ | ولم تَكُنْ مِنْ قَبْلِهِ بالرَّكُوبِ! |
حلَّ عقاليها كما أطلقتْ | مَنْ عُقَدِ المُزْنَة ِ ريحُ الجَنُوبِ |
إذا تيممناه في مطلبٍ | كانَ قليباً أو رشاءَ القليبِ |
ونعمة ٍ منهُ تسربلتها | كأنَّها طرة ُ ثوبٍ قشيبِ |
مِن اللَّواتي إنْ وَنَى شاكِرٌ | قامَتْ لِمُسْديها مَقَامَ الخَطِيبِ |
متى تنخْ ترحلْ بتفضيلهِ | أَوْ غَابَ يوماً حَضَرتْ بالمَغيبِ |
فما لنا اليومَ ولا للعلى | مِنْ بَعْدِهِ غَيْرُ الأَسَى والنَّحيبِ |